أخطاء منتشرة ومخالفة لشرع الله في ليلة الزفاف

إعداد / الشيخ محمد محمود عيسى
ليلة الزفاف لحظة فارقة في حياة كل زوجين، وهي بداية لبناء أسرة على أسس المودة والرحمة التي أمر بها الإسلام. غير أن بعض العادات والممارسات التي انتشرت في مجتمعاتنا قد تفسد قدسية هذه الليلة، بل وتتعارض مع أحكام الشرع الحنيف. فمن المظاهر المبالغ فيها، إلى الأفعال المخالفة للآداب الإسلامية، يقع بعض العرسان في أخطاء قد تبدأ بالجهل أو التقليد الأعمى، لكنها تحمل في طياتها مخالفة صريحة لتعاليم الدين، وتُفقد هذه الليلة معانيها النبيلة. في هذا الموضوع، نستعرض أبرز الأخطاء المنتشرة والمخالفة للشرع في ليلة الزفاف، مع بيان خطورتها، وسبل تجنبها حفاظًا على بركة الحياة الزوجية.
أولًا: عدم تحري الحلال في ليلة الزفاف
كثير من العرسان وأهاليهم لا يحرصون على تحري الحلال في هذه الليلة، مع علمهم بأن الله مطلع عليهم، وأن هذه الليلة لا تبرر الوقوع في المعاصي.
ثانيًا: مخالفات الكوافير
تشمل مخالفات الكوافير وضع المكياج الفاضح، والنمص، والتعطر الواضح الذي نهى عنه النبي ﷺ بقوله:
“أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية”
كما قال ﷺ:
“لعن الله النامصة والمتنمصة”
واللعن هو الطرد من رحمة الله. فهل ترضى العروس المسلمة وأهلها أن تبدأ حياتها الزوجية بمعصية؟
ثالثًا: فستان الزفاف الفاضح
كثير من فساتين الزفاف تكشف الصدر والذراعين والظهر والبطن، وهذا من التبرج المنهي عنه. قال النبي ﷺ:
“صنفان من أهل النار لم أرهما… نساء كاسيات عاريات…”
والمراد بالكاسيات العاريات: من تلبس ما يشف أو يصف، أو تظهر مفاتنها.
رابعًا: قاعة الأفراح والاختلاط المحرم
من المنكرات المنتشرة وجود العروس أمام الحاضرين في ما يسمى بـ “الكوشة”، مع نظر الرجال إليها والتغزل بها، وهو ما يدخل في باب الدياثة التي حذر منها الإسلام. قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
وقال ﷺ:
“كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”
خامسًا: انعدام الغيرة والشهامة
أيها العريس المسلم، كيف ترضى أن ينظر الآخرون إلى زوجتك بشهوة وأنت بجوارها؟ إنك لا ترضى أن تُمسّ سلعتك في السوق بأيدي الجميع، فكيف بزوجتك التي هي أكرم عليك من كل شيء؟
سادسًا: الإسراف في التكاليف
من الأخطاء إرهاق النفس بتكاليف باهظة على الكوافير، وقاعة الأفراح، والفستان العاري، وهي كلها منكرات، في حين أن الزواج في الإسلام يقوم على البساطة والبركة، لا على الإسراف والتبذير.
النصيحة الختامية
أيها الزوجان، اتقيا الله في ليلة زفافكما، وابتعدا عن كل معصية، فالمعصية يزول حلوها ويبقى إثمها، ولا تتبعوا خطوات الشيطان، قال تعالى:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
نسأل الله أن يبارك لكل عروسين، ويجمع بينهما في خير، وأن يجعل أفراح المسلمين طاعة لله، لا معصية.
الشيخ / محمد محمود عيسى
منشاة سلطان – منوف – المنوفية