أخلاق ما بعد الطلاق

كتب/محمد سعد الأزهري.
أدرك أنك بعد الطلاق قد أصبحت انساناً مختلفاً، بيتك لم يعد بيتك، ولم تعد تنام وسط أولادك، وفقدت أم أولادك كذلك، وأصبحت تبحث عن اطمئنان جديد وسكينة جديدة وسط كل هذا الرُّكام.
أيها المُطلِّق: هذا المنشور ليس للعتاب ولا مناقشة ما كان من أحوال ولا أسباب، فقد تكون مظلوماً أو ظالماً ولكن في النهاية لقد وصل الوضع للإنفصا
المهم أصبح واجب عليك شرعاً الإنفاق على أولادك وأمهم، ولا يجوز لك بحال التنصُّل من ذلك حتى ولو كانوا يتكلمون عنك بسوء أو يبتزونك أو يمارسون عليك ضغوطاً عن طريق المحاك
بل مطلوب منك بعد أن تقوم بواجبك هذا أن تعبر عن حبك لأولادك، وأن الانفصال مع أمهم مرحلة وانتهت ولا نريد الحديث عنها بأي شكل كان يُعبِّر عن عدم الاحترام أو التلسين في الكلام، فأنت الأب والوليّ والرمز وصاحب القيمة عندهم، فلا تقلل من قيمتك من أجل صراعٍ ستخسر فيه نفسك وأولادك، فلا تتجاوب مع أحدٍ لأن العناد هنا الكل فيه خاسر وأنت أوله
أيها الأب: أولادك يحتاجون لسكن على حسب قدرتك ومبلغ شهرى يوفر الحد الأدني من متطلباتهم العادية، “وإذا فتح الله عليك ووسّع رزقك فعليك أن توسّع عليهم كذلك” وعليك أن توفّر لهم دفئك ورعايتك المعنوية كذلك فهي لا تقل أهمية عن الرعاية المادي
أُدرك أنك في وضع صعبٍ للغاية، بل وفي مفترق طرق، وقد يكون لا ذنب لك في الطلاق، ولكن الواجب الذي عليك لأولادك وأمهم هو فوق كل هذه الظروف، لذا أنصحك بألا تنشغل بكلام الناس ولا تصرفاتهم ولا محاكمهم ولا تلسينهم عليك في أي مكان، انشغل بشيء واحد فقط، ألا وهو: أن يكون رضا ربك عليك في هذا الأمر هو شغلك الشاغل، ثم ليكن ما يكون، فما ضاع انسان قريبُ من مولاه، فهو لا يرد البعيد فما بالك بالقريب
أيها المطلق: محاكمهم لن تقتلك ولن تنجيك، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الحاكم الذي لا معقِّب لحكمه، فلا تخشى محاكمهم واخشى مولاك، فهذه هي خلاصة الحيا
إذاً: أولادك أمانة في عنقك، وإذا قصّرت أمهم وأمها وأقاربها في هذه الأمانة، فعليك ألا تجعل هذا مقابل ذاك، يعني لا تقصر لتقصيرهم، ولا تبادل ظلمهم لك بظلمك لهم، وادفع عن نفسك شر الظلم بنور العدل، فالظلم ظلمات يوم القيامة، فما خاب عادل قط، ولا ندم في الدنيا ولا في الآخرة.