أدعية من السنة النبوية للشّفاء وتفريج الهموم
كتبت / أ.د.نادية حجازي نعمان
عن عائشة رضي الله عنها، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته في الأرض ثم ّرفعها وقال: ”بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربّنا” ((متّفق عليه))
عن أنس، رضي الله عنه أنّه قال لثابت رحمه الله: ألا أرقيك برقية رسول الله صلّى الله عليه وسلم ؟ قال: بلى، قال: اللهمّ ربّ الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلّا أنت، شفاءً لا يغادر سقماً” ((رواه البخاري)).
عن أبي عبد الله عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنّه شكي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ”ضع يدك على الّذي تألّم من جسدك وقل: بسم الله -ثلاثاً- وقل سبع مرات: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر” ((رواه مسلم)).
عن ابن عبّاس، رضي الله عنهما، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”من عاد مريضاً لم يحضره أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك: إلّا عافاه الله من ذلك المرض” ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط البخاري)). عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على أعرابيّ يعوده، وكان إذا دخل على من يعوده قال: ”لا بأس، طهور إن شاء الله” ((رواه البخاري
ولم يرد عن الرسول ولا حديث واحد فى أن الصلاة على الرسول تشفي من المرض …قد دعانا عليه الصلاة والسلام بذلك للنجاة من الهم والغم فى حديثه المشهور.
أفضل صيغة للصلاة على النبي لتفريج الهموم
هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وحديث الرسول الذي يؤكد أن فضل الصلاة على النبي يفك الكروب ويزيل الهم، هو أنه عن أبي بن كعب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثان؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذًا تكفى همك ويغفر لك ذنبك”. رواه الترمذي وقال:حسن
وقال النبى صلى الله عليه وسلم بشكل مطلق أنه كما جاء فى قوله الكريم: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [الأحزاب : 56]، فيؤكد الرسول أن الله لم يقيدنا بصيغة معينة للصلاة علي الرسول .
من شروط الدعاء الصحيح البدء بالحمد الله والثناء على الله تعالى والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم يبدأ بالدعاء حتى يتقبّل الله تعالى الدعاء بالإضافة إلى تضمين وختام الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم -في الدعاء.
فضل الصلاة على النبي
عن عمر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشرًا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة» [رواه مسلم]. قال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي» [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا» [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].
وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: «أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكرًا لله» [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه.
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا» فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: «إن شئت» قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: {إن شئت}. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: {إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة» رواه الجهضمي.
وعن عبدالله بن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام» [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات» [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم]. وعن ابن مسعود مرفوعًا: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة» [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].
وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة» [رواه البخاري في صحيحه].
ادعية لتفريج الهم وفك الكرب مكتوبة
(اللَّهمَّ اكفِني بحلالِك عن حرامِك واغنِني بفضلِك عمَّن سواك).
(اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ).
(اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ ، وتذِلُّ مَن تشاءُ ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما ، تعطيهما من تشاءُ ، وتمنعُ منهما من تشاءُ ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).
التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد رُوي عن عثمان بن أبي العاص أنّه قال: (قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، حال الشَّيطانُ بَيْني وبيْنَ صَلاتي وقراءَتي، قال: ذاكَ شَيطانٌ يُقالُ له: خِنْزَبٌ، فإذا حسَسْتَهُ فتعَوَّذْ باللهِ، واتْفُلْ عن يَسارِكَ ثلاثًا).
(اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ).
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الْهدمِ ، وأعوذُ بِكَ منَ التَّردِّي ، وأعوذُ بِكَ منَ الغرَقِ والحريقِ ، وأعوذُ بِكَ أن يتخبَّطني الشَّيطانُ عندَ الموتِ ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في سبيلِكَ مُدبرًا وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لديغًا).
(اللهم إني أعوذ بك من جَهْدِ البلاءِ ودركِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتةِ الأعداءِ).
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من زَوالِ نعمتِكَ، وتحويلِ عافَيتِكَ، وفُجاءةِ نقمتِكَ، وجميعِ سُخْطِكَ).
(لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).
(كلماتُ الفرجِ : لا إلهُ إلَّا اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العَظِيمُ ، لا إلهُ إلَّا اللهُ رَبُّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ و رَبُّ العرشِ العظيمِ).
(اللهُ؛ اللهُ ربي ، لا أُشركُ به شيئًا).
(اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي).
(دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).
الدعاء في جوف الليل، فقد قال رسول الله صلّى عليه وسلّم: (ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا حين يبقَى ثلثُ اللَّيلِ الآخرِ فيقولُ مَن يَدعوني فأستجيبَ له ومَن يسألُني فأعطيَه ومَن يستغفرُني فأغفرَ له).
الاستغفار، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: (مَن لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورزَقه من حيثُ لا يحتسبُ).
- يا فارج الغم اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، يا سامع كل شكوى وكاشف كل كرب، أدعوك يا إلهي دعاء من اشتدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الملهوف المكروب الذي لا يجد كشف ما نزل به غيرك.
يا مجيب دعوة المضطرين، اللهم فرج عني ما ضاق به صدري، وقلت فيه حيلتي، وضعفت له قوتي، تحصنت بعزتك وعظمتك وبجلالك.
يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي، وأعني بقدرتك، اللهم إني أنتظر فرجك، وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى غيرك لا أنا ولا كل مسلم .
وآخر دعواي – اللهم يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه، ويا رافع شأن يوسف على إخوته وأهله، ويا راحم عبرة داود وكاشف ضر أيوب، يا مجيب دعوة المضطرين، وكاشف غم المغمومين، أسألك أن تجيب دعائي وتكشف غمّي وهمّي أنا وكل من يقرأ مقالي.