أراء وقراءات

أرجوك أعطني هذا الهواء

بقلم / الفنان أمير وهبب

من ضمن الأمور البديهية ، و التي لا تحتاج اي درجة ذكاء ، إنه في حالة شراء اي ادوات أو مستلزمات أو ممتلكات  لابد من أن يتوفر لها ” مكان ” لحفظها  والمقصود بمكان بمعنى ، لو حضرتك قمت بشراء ” ترابيزة ” هل تعلم اين ستضعها ؟ أو ، فلاح قام بشراء جاموسة او بقرة ل ” التربية ” ، لابد من وجود مكان ، هذا المكان هو ” الزريبة ” ، لكن بدون مكان ، في حالة الترابيزة ستكون مشكلة شخصية و في حالة البقرة ستكون المشكلة عامة و يمكن أن تمتد و تطول مواطنين من أبناء الشعب.

و هو ما ينطبق على شراء ” سيارة ” دون وجود مكان لركنها هذا المكان يعرف في اللغة الدارجة ب ” الجراج ” و بالفصحى ” المرآب “.

* عندما قرأت ” قانون المرور ” الجديد ، توقعت ” مادة ” – مكان – السيارة ، و هو الأمر البديهي ، و لكن بكل أسف ، لازال القائمين المسؤلين عن المرور في مصر ، يعملون بمنتهى الاستهتار بحيث أن السيارات دون جراج هو أمر طبيعي ، ف الكلاب و الحيوانات في الشوارع و لا احد يهتم.

* أتذكر خلال سنة دراسية بالكلية  ، كان هناك مادة اسمها ” التجهيزات الفنية ” ، وكان مطلوب مننا ” بحث ” عن منشأة معمارية بها تجهيزات فنية ، وكان في ذلك الوقت ، فرد من أفراد عائلتنا هو المقاول المصري المشارك في عملية بناء ” مستشفى القصر العيني الفرنسي ” بجانب الفرنسيين ، و عرضت عليه أن يسمح لي بالتواجد داخل المستشفى لعمل هذا البحث ، و فعلا أوصى مجموعة المهندسين المتواجدين داخل المستشفى أثناء عمليات الانتهاء من البناء من اسقبالنا وتقديم كل ما يلزم لإتمام هذا البحث.

* وذهبت وشاهدت ما لم اكن اعلمه ، أن التجهيزات الفنية ، معناها باختصار أن اي تصميم له وظيفة ، و اي حاجة بتتعمل هي بتتعمل لسبب وله فائدة ، وقدمت بحث وافي شامل كل كبيرة و صغيرة بتفاصيل مدعوم ب الصور الفوتوغرافية ورسومات هندسية ونال هذا البحث درجة الامتياز و دكتور هذه المادة احتفظ بهذا البحث.

* الملاحظة المؤكدة أن الفرنسيين أثناء البناء يفكرون في كل التفاصيل.

* اول خطوة صحيحة لحل مشاكل المرور في مصر هي إيجاد مكان السيارات ، عدم وجود هذا المكان هو السبب الرئيسي للفوضى والزحام وتلوث الهواء وكلها مشاكل هي في حقيقة الأمر أسباب امراض اصبحت شائعة و منتشرة بين أبناء الشعب المصري.

* و كنت اتوقع قراءة استرداد كل ” الجراجات ” أسفل العمارات للاستخدام لركن السيارات و استحداث اماكن وساحات.

* انما هذا لم يحدث ، و لا تزال الجراجات أسفل العمارات تم احتلالها و استغلالها في نشاطات مريبة و الدولة عاجزة.

* الشرطة وإدارة المرور و وزارة التنمية المحلية تتفرج و تشاهد مع المواطنين باعتبارهم غير مسؤولين.

* ” جراج ” العمارة السكنية ، من اسمه تتحدد وظيفته ، يعني خاص ب ” السكن ” و ” السكان ” ، فلماذا كل هذا الانفلات ولماذا السكوت عليه.

* * أمر مهين ل ” النجدة ” حينما يستنجد بها المواطن و تقف عاجزة عن النجدة.

* * وأمر مفزع مرعب مريب رهيب للمواطن عند استدعاء النجدة و لا تنجده.

* كل هذه المشاكل يمكن حلها إذا قامت أجهزة الدولة المعنية باسترداد الجراجات و استخدامها فيما أنشأت له.

* * أنا شخصيا اسكن في عمارة جراجها محتل ويمارس فيه العمل مع احتلال الرصيف والشارع بمنتهى البلطجة و التبجح باعتبار ليس هناك أي جهة في الدولة تستطيع محاسبتهم. مما يكشف عن تغلغل الفساد .

* * صدق او لا تصدق ، أعلى نسبة تلوث هواء في دولة هي مصر.

* * لذلك اقترح على وزارة الصحة أن تهتم بهذه ” الوقاية ” وأن تبدأ في الاجتهاد بجانب الجهات المعنية الأخرى بوضع السيارات في الأماكن المخصصة حفاظا على صحة المواطنين.

أمير وهيب 

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.