كتبت أ.د.نادية حجازي نعمان.
نادىِ الحاجب لقائد جيوش المسلمين قتيبة و لكن من عجيب الأمر أن الحاجب ناداه من غير لقب ، فجاءه قتيبة .قا؛ ل القاضي: ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : دخل قتيبة علينا بجيشه ، ولم يسبق له أن دعانا للإسلام ولم يدعنا حتى نفكر ف الأمر.
سأل القاضي قتيبة : و ما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة ، و كل البلاد من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية …
قال القاضي: يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب؟
قال قتيبة: لا .إنما باغتناهم
قال القاضي : أراك قد أقررت .. وإذا أقر المدعى عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة … ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل ..
قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند وأن تُترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ،على أنْ يتم إنذارهم أولًا.
لم تتعدى المحاكمة دقائق معدودة و بعد عدة ساعات سمع أهل سمرقند أصوات عالية و شافوا رايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا .. فقيل لهم : إنه الجيش ينسحب ، وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا وقد خلت طرقات سمرقند ، وصوت بكاءٍ يُسمع في البيوت على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم .
ولم يتمالك أهل سمرقند أنفسهم ، حتى خرجوا أفواجاً باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددو شهادة ((أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله )).
و كانت أعظم محاكمة سمع بها على مر التاريخ و كان القاضي هو
عمر بن عبد العزيز رحمه الله.
٢٠٢١/١١/٢٠