كتب: محمد السيد راشد
في تطور جديد يعكس التوترات الداخلية في إسرائيل بشأن الحرب في غزة، انضم خريجو وحدة 8200 الاستخباراتية إلى حملة الاحتجاج التي بدأها الطيارون في سلاح الجو الإسرائيلي، داعين إلى وقف الحرب فورًا والإفراج عن المختطفين لدى حماس. هذه الرسائل أثارت غضب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رد بتصريحات لاذعة ضد الموقعين واصفًا إياهم بـ”حفنة من المتقاعدين، أعشاب ضارة”.
وحدة 8200: دعم للطيارين وانتقاد للقيادة السياسية
في بيان وقع عليه المئات من خريجي وحدة 8200، أعربوا عن دعمهم الكامل لموقف الطيارين، مؤكدين أن استمرار الحرب يخدم مصالح سياسية وشخصية وليس أمنية، محذرين من أن ذلك قد يؤدي إلى مقتل المختطفين وجنود ومدنيين أبرياء.
وأشار البيان إلى أن الحكومة تفتقر إلى خطة واضحة للإطاحة بحماس، كما أنها لم تقدم أي استراتيجية فعالة لتحقيق أهداف الحرب، في ظل معاناة المختطفين داخل الأنفاق، وتآكل الدعم الشعبي حتى بين عائلات الجنود الاحتياطيين.
نتنياهو يهاجم بعنف: “حفنة صاخبة من المتقاعدين”
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجومًا عنيفًا على خريجي وحدة 8200 والطيارين، قائلاً:
“مرة أخرى نفس الرسائل: مرة باسم الطيارين، ومرة باسم خريجي البحرية… إنها حفنة صغيرة من المتقاعدين الصاخبين، الفوضويين والمنعزلين. هذه الرسائل لم تكتب باسم جنودنا الأبطال، بل كتبتها جمعيات ممولة من الخارج بهدف إسقاط حكومة اليمين”.
وأكد نتنياهو أن “رفض الخدمة هو رفض للخدمة” بغض النظر عن التسمية، متوعدًا بفصل كل من يدعو إلى هذا السلوك فورًا.
حركة “احتياط جيل النصر”: يجب فرض عقوبات جماعية
بدورها، انتقدت حركة “احتياط جيل النصر” هذه الرسائل واعتبرتها تحريضًا على رفض الخدمة العسكرية، مطالبة بفرض عقوبات جماعية على من وصفتهم بالساعين لتفكيك الجيش والمجتمع الإسرائيلي.
دعم أكاديمي وتربوي واسع لمطالب الطيارين
وفي موازاة ذلك، وقع 1840 أكاديميًا على عريضة تأييد لمطالب الطيارين، مؤكدين أن الحرب باتت تخدم مصالح شخصية وأن الحل يكمن في الاتفاق السياسي وليس في استمرار القتال.
كما وقع أكثر من 1300 تربوي على عريضة مشابهة، طالبوا فيها بإعادة المختطفين حتى وإن تطلّب الأمر وقف الحرب بشكل فوري.
ومن بين الموقعين شخصيات أكاديمية بارزة مثل:
-
البروفيسور أفشاي برافرمان، الرئيس السابق لجامعة بن جوريون،
-
البروفيسور يوسي كلفتر، رئيس جامعة تل أبيب الأسبق،
-
البروفيسور يهودا دانون، رئيس جامعة أريئيل السابق.
أزمة داخلية غير مسبوقة
تعكس هذه الرسائل والردود المتصاعدة أزمة داخلية عميقة داخل إسرائيل، حيث يتزايد الانقسام بين القيادة السياسية والعسكرية، وبين قطاعات واسعة من المجتمع، في ظل استمرار الحرب على غزة وتعقّد ملف المختطفين.