أزمة جوع متصاعدة .. يأكلون العشب والحشائش للبقاء على قيد الحياة فى السودان
كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن عائلات فى السودان تأكل العشب للبقاء على قيد الحياة في ظل أزمة جوع متصاعدة، حيث تنتشر مستويات المجاعة وسوء التغذية الحاد فى نصف ولايات السودان البالغ عددها 18. وفى الوقت ذاته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء تأثير النزاع المسلح المستمر على المدنيين فى أنحاء كثيرة من البلاد، مجدداً الدعوة للأطراف لوقف القتال والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة.
الأطفال السودانيون ينجون من القنابل والرصاص، فقط ليواجهوا خطر الموت جوعاً أو بسبب الأمراض
تقارير أممية تقول إن بالسودان أكبر أزمة نزوح فى العالم، حيث فر أكثر من 14 مليون من منازلهم، وعبر أكثر من ثلاثة ملايين الحدود نحو دول الجوار.
إحصائيات للمنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن أكثر من نصف النازحين واللاجئين بسبب الحرب فى السودان هم من الأطفال.
وتشتكى المنظمات الإنسانية من ما تصفه بـ”العرقلة” التى يواجهها الوصول الإنسانى للمحتاجين فى السودان، فى ظل غياب المسارات الآمنة وأعمال النهب والهجمات التى لم تسلم منها الفرق الميدانية التى تعمل على توصيل الإغاثة للمجتمعات المتضررة.
وقالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إنها حللت استطلاعات التغذية التى أجرتها مجموعة التغذية فى السودان – وهى شراكة تشمل الأمم المتحدة ووزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية بما فى ذلك “أنقذوا الأطفال” – عبر جميع ولايات السودان، ووجدت تدهوراً مقلقاً فى الوضع التغذوى فى 19 موقعاً، وبحسب تقرير حديث للمنظمة، سجلت الاستطلاعات معدلات سوء التغذية الحاد بنسبة 30% وأكثر – والتى تُعتبر عتبة المجاعة – فى محليات اللعيت والطويشة وأم كدادة فى شمال دارفور.
فى السياق، قال محمد عبد اللطيف، المدير القطرى المؤقت لمنظمة “أنقذوا الأطفال” فى السودان: “الأطفال السودانيون ينجون من القنابل والرصاص، فقط ليواجهوا خطر الموت جوعاً أو بسبب الأمراض”، وأضاف: “ندعو المجتمع الدولى لاتخاذ إجراءات سياسية عاجلة ووضع وقف فورى لإطلاق النار وتحقيق تقدم ملموس نحو اتفاقية سلام دائمة، وتوفير المزيد من التمويل لدعم الغذاء والتغذية الضروريين لملايين الأطفال المعرضين للخطر”.
الأزمة الإنسانية الخانقة فى السودان تقابل أيضاً بنقص مريع فى تمويل العمليات الإنسانية.
من جانبه، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن القتال ما يزال مستعراً فى ولايات شمال دارفور، وغرب دارفور، والخرطوم، وشمال كردفان، والجزيرة، على الرغم من الدعوات المتكررة للأطراف لخفض التصعيد، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنسانى.
وأوضح أنه ما يزال يتلقى تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين وهجمات عشوائية تؤثر على البنية التحتية العامة والمناطق السكنية مع انقطاع العديد من المناطق فعلياً عن المساعدة الإنسانية.
الاشتباكات العنيفة فى السودان مستمرة منذ أبريل 2023 دون توقف، مُفاقمة الأزمة الإنسانية الخانقة التى تمر بها البلاد.
تقول المنظمات الإنسانية إن أكثر من نصف السكان فى السودان اليوم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بينما تهدد المجاعة الملايين من المدنيين.