Site icon وضوح الاخبارى

أزمة دارفور تتصاعد وسط رفض محلى لإنشاء “إمارة” جديدة وسط مخاوف من تغيير ديموغرافى

أزمة دارفور تتصاعد وسط رفض محلى لإنشاء "إمارة" جديدة وسط مخاوف من تغيير ديموغرافى 2

كتبت : د.هيام الإبس

أحد الجوانب المهملة إلى حد كبير فى الحرب الدائرة فى السودان، على الرغم من خطورتها، هو مخطط إحداث تغيير ديموغرافى فى السودان وبشكل خاص فى إقليم دارفور، وهو المخطط الذى يرتبط بشكل وثيق مع حلم إقامة دولة لعرب الشتات الإفريقى.

ففى تطور جديد يعكس تعقيدات الوضع فى إقليم دارفور غرب السودان، أعلنت قيادات أهلية وناشطون من قبيلة الفور فى ولاية وسط دارفور رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”إنشاء إمارة” لمجموعة عربية وافدة من جمهورية أفريقيا الوسطى.

هذا الإعلان جاء رداً على خطوة اتخذتها قوات الدعم السريع، مما أثار مخاوف جدية من احتمال حدوث تغيير ديموغرافى فى المنطقة.

أزمة دارفور تتصاعد وسط رفض محلى لإنشاء "إمارة" جديدة وسط مخاوف من تغيير ديموغرافى 1

ووفقاً لتقارير نشرها موقع “سودان تربيون”، حذرت القيادات الشعبية السودانية من تداعيات هذه الخطوة، مشيرةً إلى أنها قد تؤدى إلى تمكين مجموعات بديلة على حساب السكان الأصليين، وقد تم تأكيد هذه المخاوف من خلال مقطع فيديو نُشر على منصات تابعة لقوات الدعم السريع، يظهر احتفالاً أقامته مجموعة تُعرف باسم “أولاد بركة ومبارك” بمناسبة تأسيس ما أسموه بـ”الإمارة”،

وهم فرع من قبيلة السلامات العربية قدموا فى الآونة الأخيرة من أفريقيا الوسطى المتاخمة للحدود مع السودان، وفي ظل ظروف الحرب الراهنة التى جاءت بأعداد كبيرة من المرتزقة الذين انضموا إلى “قوات الدعم السريع”.

من جانبه، وصف أحد القيادات الأهلية البارزة فى قبيلة الفور هذه الخطوة بأنها “احتلال” لأراضى الفور التاريخية، متهماً قوات الدعم السريع بدعم وحماية هذا التوجه، كما أكد عباس عبد الكبير، الناشط الحقوقى بالولاية، أن هذا التطور يأتى ضمن سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى إحداث تغيير ديموغرافى مستمر فى المنطقة،  وتمثل خطراً كبيراً، وتصب بشكل مباشر فيما يروج له عن مشروع إقامة دولة لعرب الشتات الإفريقى فى إقليم دارفور وربما أجزاء من إقليم كردفان ومناطق أخرى إذا تيسر للحالمين والطامعين تنفيذ مخططهم.

فى سياق متصل، اتهم الناشطون قوات الدعم السريع بفرض قيود صارمة على تحركات الإدارات الأهلية غير الموالية لها، وممارسة القمع ضدها، ومنعها من التحدث عن الانتهاكات الجارية، بما فى ذلك ما وصفوه بـ”احتلال الأراضى” ومنحها لمجموعات جديدة

على الصعيد الإقليمى

أكدت كل من السعودية ومصر، خلال زيارة قام بها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، كما شددتا على ضرورة الاستمرار فى الحوار عبر منصة جدة بين الأطراف المتنازعة فى السودان، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الأزمة.

يأتى هذا التطور فى وقت حساس، حيث تستمر الجهود الدولية والإقليمية للتوسط فى النزاع السودانى، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسيادته.

ومع ذلك، تبقى التحديات على الأرض كبيرة، خاصة مع استمرار التوترات فى دارفور والمخاوف من التغييرات الديموغرافية التى قد تؤثر على النسيج الاجتماعى للمنطقة على المدى الطويل

Exit mobile version