أراء وقراءات

أزهار ..بلا رائحة

 

بقلم /خالد طلب عجلان

في حدائق الأزهار  رأيت العجب:

رأيت ورود تستحي من نظرة..وورود تخجل ..وورود لا تعرف معنى للخجل.

في حدائق الأزهار تشتم أنفي رائحة ورود لم أراها ولكن طيب ريحها ذهب بعقلي ووجداني .

في حدائق الأزهار..روعة المبدع وحسن الخالق.

سرت على الأقدام مترجلا فرأيت الزهور بحسنها وجمالها وفكرت وتذكرت يوم نشأتها ..كيف رعى البستان بستانها.

يفوح العطر من الزهرة التي تستحي..وعن الزهرة الأخرى فلا عطر ولاحياء لها.

لمست زهرة ..فتباعدت خجلا..وزهرة أخرى قبل اللمس مالت علي ومال غصنها ولا رحيق لها.

الزهرة الحسناء يكسوها شوكها ..والزهرة الأخرى لا شوك ولا شئ يحمي ورقها..

وفي البستان وقعت عيني على ما لا يسرها.

وسألت البستاني: مابال الزهر أنواع وأشكال ..ولكن الريح والطيب ليس واحدا

أجابني البستاني الزهر إن راعيته وسقيته  وعلمته الحياء والحسن والخجل ظل مزهرا..

وإن تركته وأهملته.  وذهب من ساقي إلى ساقي قل طيبه وقل رحيقه..

حافظوا على الزهر وأحسنوا …

مابالي أرى الزهر وقد كثر ..ولكن لا طيب يسكنه

مابالى أرى الزهر  وقد كثر ..وكثرة الزهر يبخس ثمنه..

لا تخرجوا الأزهار من بستانها فالزهر في البستان يجذب طالبه..

الزهر حينما يعرض نفسه.. رخص النفيس وإن بهر بحسنه…

الزهر لا يأتي إلى الأسواق والطرقات والدروب ..بل يذهب اليه كل طالب.

قد يعطش الزهر ولكن الزهر يموت ويظل زاهرا.

رأيت زهر المعارض لا إقبال عليه ولا قيمة له

وجن جنوني بزهرة في الحقل تأبى الظهور من شدة جمالها

كانت زهور الماضي تحمل جمالا ..تحمل رحيق الزهر ..تستحي.

والأن أصبح الحياء عند الزهر لا قيمة له..

مازلت أحمل زهرة أمي وبعد مرور أعوام مازال ولم يزل رحيقها .

مازالت أشتم كل حرائحة الماضي وزهر الحاضر كثر

وجاء زهر لا نعرف  مصدره

الزهر بالريح والحسن يكتمل جماله.

وليس الحسن وحده كافيا .

ليت الزهر يفهم مقصدي ويستحي ففي الحياء جمال غامض.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.