كتب / محمد فتحي
أعلن الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون والخبير الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية الأوروبية للقانون الدولي، عن أحقية الفنان عمرو مصطفى في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي deep fake في اصطناع الأصوات لاستخدامها في صنع عمل فني طالما أنه استخدم ألحان أو كلمات يمتلك حقوقها، ودمجها بصوت جديد مصطنع بهذه التقنية، مؤكداً أن ذلك لا يمثل انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، مشيرا إلى أن القانون الدولي والداخلي ينظمان حماية حقوق الملكية الفكرية، موضحا أن هناك أكثر من 26 اتفاقية دولية في هذا الشأن.
وأكد مهران، أن قانون الملكية الفكرية المصري رقم 82 لسنة 2002 يؤكد ذلك في المادة (١٤٠)، والتي أشارت للمصنفات المحمية على سبيل الحصر ولم يكن من بينهم الصوت البشري بحد ذاته، وهذا المعمول به في كافة دول العالم، موضحاً أن هناك حقوق أخرى تخضع للحماية ترتبط بالصوت مثل الكلمات واللحن، والتسجيل الصوتي، يمكن من خلالها وقف أي انتهاك لحق الملكية الفكرية إذا كان العمل مقلد بشكل واضح.
وأضاف أن الصوت المصطنع بهذه التقنية لن يكون مشابه للصوت الأصلي بشكل دقيق، حيث أن تقنية الذكاء الاصطناعي مهما بلغت درجة دقتها في وقتنا الراهن لن تصل للصوت الأصلي، موضحاً أن فكرة الإبداع ومخرجات المؤلف هي التي تجعل الجمهور يعتقدون أن الصوت المشابه يتعلق بذات الشخص المعنى او بمعنى اخر “خداع سمعي”، فبذلك يصبح ذلك عملاً فنياً أصيلاً، ولا يمثل انتهاكاً لحقوق الملكية الفكرية للصوت الأصلي.
وشدد أستاذ القانون، على ضرورة الأخذ في الاعتبار قاعدة الإستخدام العادل، وما إذا كان هذا الاستخدام ضار أو كان بغرض الإبداع الفني، لأن هناك حالات كثيرة تم استخدام تقنية Deep fake بشكل ضار، بالإضافة إلى مسألة حماية حقوق الملكية الفكرية، يجب أن تكون طبيعة المحتوى محور الاهتمام، بحيث يكمن الخطر الرئيسي لتقنية Deep fake في استنساخ الصوت لأغراض خبيثة، ولذلك تصبح هذه التقنية سلاح ذو حدين حيث يمكن أن تستخدم في الخير والأعمال الفنية الإبداعية واحياء التراث، وهذا ما يستوجب أن ندعمه بشدة، أما في حالة استخدامها بشكل يضر بالآخرين وما يمثل انتهاك لحقوقهم فيجب أن يتم وقف هذا الاعتداء.
كما أضاف أنه عندما يتم النص بالوصف على أن المقطع الصوتي الذي تم إنشاؤه بالكامل بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي كما حدث في عدد من النزاعات، فإن منشئة بذلك يكون حريصًا على تذكرة الناس بأن مقطع الصوت هذا لم يكن حقيقيًا، بحيث لا يمكن حدوث أي التباس، بما يقتضي معه الأخذ في الاعتبار بنية الشخص الذي يقف وراء هذا العمل الإبداعي.
ولفت إلى أن تقنية Deep fake تعد هي أحدث الابتكارات في تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث تم استخدامها بالفعل في العديد من دول العالم، لإنشاء اغاني جديدة لعدد من الفنانين مثل Frank Sinatra ، Drake ، The Weekend ، Eminem ، ولعدد من نجوم اموات، وفي الولايات المتحدة الأمريكية لا يوجد سوي عدد ولايات قليل التي لديها قوانين تتعلق على وجه بالتحديد بهذه التكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بالمواد الإباحية والتلاعب بالانتخابات، إلا أن مصر وكافة الدول العربية لم تصدر تشريعات حتى الآن لتنظيم هذه التكنولوجيا، إلا أن دولة الإمارات العربية نظمت بعض الأمور.
وأوضح أستاذ القانون الدولي أنه قام بنشر بحث باللغة الإنجليزية بعنوان الذكاء الاصطناعي واستخدام تقنية Deep Fake، وحماية حقوق الملكية الفكرية للصوت البشري، يتضمن كافة المعلومات المتعلقة بهذه الإشكالية، ويمكن الإطلاع عليه من خلال شبكة الإنترنت على موقع الأبحاث العلمية ssrn.
https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=4455926