أسير لدى المبلبشيات بروب معاناته : أغلقوا فمي بغرز الخياطة واقتلعوا أظافري
كيف عاش شخص نصف عقد من الزمان رهينة، يتنقل أسيرا بين المليشيات المتناحرة حول الحدود الباكستانية الأفغانية، ويتحمل أبشع أنواع التعذيب، ثم فجأة، في يوم من الأيام، يتمكن من الفرار ليعود إلى أهله ومنزله؟ في أول مقابلة له باللغة الإنجليزية منذ إطلاق سراحه، يكشف الباكستاني، شهباز تاسير، لـCNN قصته.
أخبر تاسير الزميلة كريستيان أمانبور في مقابلة حصرية لـCNN أن معاناته امتحنت صبره وقوة إيمانه، وأن لمحات الشفقة غير المتوقعة ساعدته على تحمل محنته.
اختطف مسلحون شهباز تاسير في الـ26 أغسطس عام 2011 في مسقط رأسه في مدينة لاهور الباكستانية، وكان ذلك بعد بضعة أشهر فقط من اغتيال والده، سلمان تاسير، حاكم ولاية البنجاب السابق، للتعبير عن رأيه ضد قانون التجديف الذي يجعل من إهانة الإسلام جريمة تُعاقب بالإعدام.
وقال شهباز إنه أُسِر على يد “الحركة الإسلامية في أوزبكستان”، وهي جماعة عُرفت في أوساط المليشيات بكونها “لا ترحم، وتتمتع بأفضل المقاتلين”. وخلال فترة أسره بالحركة تعرض للتعذيب، وصور عناصر المليشيا لقطات من عذابه ليصنعوا مقاطع فيديو على غرار “أفلام هوليوود” لإرسالها إلى عائلته والحكومة للضغط عليهم لتلبية مطالبهم بالفدية.
وأضاف شهباز: “اقتلعوا أظافري.. بدأوا معي بالجلد بالسياط، أول يوم كان 100 جلدة، ثم ارتفع العدد إلى 200، كانوا يحفرون ظهري بالسكاكين ويرشون الملح داخل الجروح.. أغلقوا فمي بغرز الخياطة وجوعوني، وقطعوا أجزاءً من لحم ظهري، وتركوني أنزف لمدة سبعة أيام دون دواء.”
ورغم ذلك كان هناك دائما وميض من الأمل حتى بعد تحمله هذه الأفعال المروعة من القسوة، إذ قالت شقيقة شهباز إن سماع صوت والدته على الهاتف قوى عزيمته.
في نوفمبر عام 2015، أدى اشتباك دموي بين حركة “طالبان” الأفغانية و”الحركة الإسلامية الأوزبكية” إلى تمكن شهباز من الهروب، لتتمكن “طالبان”، التي لا تتبع سياسة الخطف والفدية، من أسره، وحكمت عليه الحركة بالحبس لمدة سنتين، ولكن تغير حظه بطريقة غير متوقعة عندما أفرج عنه عضو في حركة “طالبان” الأفغانية، وعلق شهباز: “إنه لأمر صاعق أن تجد لمحات من الإنسانية في أماكن مجّردة منها.”