أشجار بلا ظلال

بقلم/خالد طلب عجلان

توسمت خيرا فى تلك الأشجار فزرعتها في حقولي وحقول أهل قريتي.

يوم بعد يوم أسقي تلك الأشجار وأغذيها وأرعاها.

ونهضت الأشجار يوم بعد يوم وتشتد جذورها وتعلوا وتعلوا.. ولكن دون ظلال أو ثمار .

وندمت كيف بدلت أشجار التوت بتلك الأشجار وكيف ظللت تلك الأعوام أطعم تلك الأشجار وأسقيها.

صبرت عليها سنوات وسنوات فقد حدثتني تلك الأشجار وأوهمتني بظلها الكثيف وخيرها الوفير وثمرها التى لم أتذوق من قبل طعمها .

وكان وهم كل مازعمت وكذبت حتى بلغت فروعها العنان ….فأسي لا تستطع قطعها ويدي ضعيفة لا تقوى وصغاري ينتظرون الثمار ..

وذهبت للفحام أبيع له قال إن تلك الأشجار خاوية لا تصلح..

حتى النار أستغاثت منها من إشعالها..

هل نزرع الأشجار لجني ثمارها …أم نزرعها لنتوارى خوفا من بطشها

هل نزرع الأشجار لنحتمي بظلها ..أم تزيد علينا لهيب الشمس لهيب فوق لهيبها.

هل نمو الأشجار الفاسدة ذنبي أم ذنب أرضي أو لم تكن عزوبة مياهي كافية.

تسخر الأشجار مني ومن حالي ..وأنا المخطأ وفي حق نفسي الجاني.

لم يكن ظني بالأشجار سوء ..والأن خاب ظني في إصلاحها.

جزاء الشجرة الخبيثة من فوق الأرض قطعها ..ولكنها قويت وتوغلت جذورها وفروعها .

أصبحت أشتري ثمار التوت… وثمار التوت كنت أرميها .

رحم الله أشجار التوت التي بيدي إقتلعتها وبدلتها بأشجار لا خير فيها.

طيور الصيف والشتاء هجرت موطني فلا أوراق وفروع بالأشجار تحميها.

وبدلت الكروان والبلبل  بصوت الغراب ..وما تسكن الغربان إلا خرابا.