أفيدونى…ولما …لا ؟
كتبت / نغم الجارحى
يلعب العرف والتقاليد دورا هاما فى تشكيل ثقافة أى مجتمع وخصوصا فى مصر والمجتمعات العربية والشرقية بصفة عامة وفى احيانا كثيرة قد لا تستند هذه العادات والتقاليد على أصول دينية كما كنا نعتقد مما يجعلها قابلة للتغيير والتبديل مثلها مثل أى شىء اخر قابل للتغيير واحيانا الإلغاء . قد لا تكون القصة هذه المرة تحتاج لحل ولكنها تجربة تستحق التفكير فيها من منظور مختلف عما ألفناه فى مجتمعنا .فهى امرأة فى الخمسين من عمرها توفى عنها زوجها وهى فى الخامسة والثلاثين وكعادة الغالبية العظمى فى مجتمعنا فالأفضل لها أن تكرس نفسها لخدمة ورعاية اولادها وهذا ما حدث أغلقت هذه المرأة حياتها ومنزلها على نفسها واولادها بمجرد أن تعود من عملها لا تترك بيتها الا فى صباح اليوم التالى باستثناء حدوث مرض أو ظرف طارئ لأولادها وعندما دق قلبها فى هذا السن وبعد خمسة عشر عاما عاشتها وحيدة وجدت نفسها محاطة بأخطبوط يشدها من كل الجهات اولادها الأقارب الاصدقاء الكل يرفض ويطلب منها عدم الانسياق وراء قلبها ونسيان البقية الباقية من حنين واشتياق لحياة طبيعية تاخرت خمسة عشر عاما ووجدت نفسها عاجزة عن شرح هذه الاحتياجات التى قد لا يشعر بها إلا من حرم منها خصوصا أن زوجها توفى وهى فى قمة نضجها كأنثى . وبعد تفكير طويل رأت أنها لابد أن تتمرد على هذا الواقع المرير الذى يقدس العادات والتقاليد أكثر من الدين والشرع حتى تستطيع التغلب على مصاعب ومشاكل الحياة
نعم التمرد أحيانا قد يكون مفيد لذلك عندما تأكدت من صدق مشاعرها للرجل الذى دق قلبها له خصوصا وأنه ارمل أيضا وفى نفس عمرها ويبادلها نفس الشعور والصدق والرغبة فى تكملة الحياة معا تزوجا زواجا شرعيا لم يعرف به إلا أقل القليل فقط لتوافر شرط الاشهار بعد أخذ رأى شيخ يعمل فى دار الإفتاء
وبعد الاتفاق على ان يوفر الزوج شقة عادية يجتمعان فيها سويا لفترات محدودة كزوج وزوجة بحيث لاتتعدى يوم او يومين فى الاسبوع وفى نفس الوقت يعيش كل منهما فى بيته يكمل رسالته مع أولاده ولكنهما يسرقان أيام قليلة واحيانا ساعات يقضوها سويا ويشعران بأنها حياة كاملة فالسعادة التى يشعران بها قد لا يحس بها إلا من أجبرتهم الظروف على مثل هذا الموقف نعم تمردت على التقاليد والعرف ولكنها لم تفعل حراما نعم لم يستطيعوا الانتظار إلا أن يتم كل منهم رسالته ويكون كل العمر قد ضاع منهم أو وفقا لتقاليد تفرض على الرجل التزامات مادية قد لا يستطيع تحملها مع اعباؤه مع بيته وأولاده تزوجا
وقد مر على زواجهما حتى الان عامين وهم فى غاية السعادة ويتمنوا ان يستمر حتى نهاية العمر وهى على قناعة تامة بأنهما إتخذا القرار السليم وأنهما يستحقان أن يعيشا حياة كريمة و سوية مثل كل الناس فليس معنى أن يفقد أحد منا شريكه بالموت أو الطلاق أن يظل بلا زواج الا الابد ولكنى هنا أتساءل هل اخطات ام هى على صواب أفيدونى