كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين من الحرب فى السودان ارتفع إلى أكثر من 14 مليون شخص لتصبح أكبر أزمة نزوح فى العالم، فيما قرعت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بسبب عمليات القتل والاغتصاب الجماعى والاختطاف التى يتعرض لها المدنيون وسط مجاعة كبيرة.
كشفت المنظمة الدولية للهجرة، إن الحرب فى السودان تسببت فى تشريد أكثر من 14 مليون شخص، أى ما يعادل نحو 30% من السكان، منذ اندلاعها قبل أكثر من عام، مما تسبب فى أكبر أزمة نزوح فى العالم هذا العام.
وأوضحت إيمى بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، فى مؤتمر صحفى عقد فى بورتسودان، أنه من بين هؤلاء النازحون، هناك 11 مليون نازح داخلياً و3.1 مليون فروا إلى دول مجاورة، مضيفةً أن أعداد النازحين زادت بنحو 200 ألف منذ شهر سبتمبر الماضى.
وقالت بوب إن أكثر من نصف النازحين من النساء، وأن أكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وأفادت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة بأن “حجم النزوح والاحتياجات الإنسانية يتزايد كل يوم، في الواقع، يحتاج نصف السكان حالياً إلى مساعدة”، مشيرةً إلى أنهم لا يستطيعون الوصول إلى مأوى أو الحصول على مياه الشرب النظيفة أو الرعاية الصحية.
ونتيجة لذلك، سريعاً ما تنتشر الأمراض، حيث يعانى واحد من بين كل سودانيين إثنين من أجل الحصول على الحد الأدنى من الغذاء للبقاء على قيد الحياة.
وقالت بوب إن ظروف المجاعة تترسخ فى شمال دارفور.
وكانت الأمم المتحدة قد دقت مرة أخرى ناقوس الخطر بشأن الوضع فى السودان، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مؤخراً فى نيويورك أمام مجلس الأمن الدولى، إن هناك كارثة إنسانية فى البلاد، والسكان يعانون من كابوس والمعاناة تتزايد كل يوم.
ودعا جوتيريش العالم إلى اتخاذ إجراءات أقوى من أجل السلام فى السودان، ويجب أن يكون هناك وقف عاجل لإطلاق النار لجعل المفاوضات ممكنة.
وتطرق مجلس الأمن إلى الحرب فى السودان بعد تقارير عن مذابح بحق مدنيين فى شرق السودان.
وأعرب جوتيريش عن قلقه إزاء “التقارير المروعة” عن عمليات القتل الجماعى والعنف الجنسى فى مدن وقرى ولاية الجزيرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت هذا الأسبوع من أن هناك ما يقرب من 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، حيث يعانى أكثر من 750 ألف شخص من انعدام الأمن الغذائى “بصورة كارثية”.
واتهمت بعثة الأمم المتحدة لتقصى الحقائق فى السودان قوات الدعم السريع، بارتكاب أعمال عنف جنسى واسعة النطاق ضد المدنيين.
وقالت المجموعة التى شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن الاغتصاب الجماعى منتشر على نطاق واسع فى المناطق التى تسيطر عليها الدعمالسريع ، ويتم اختطاف النساء والفتيات والاستعباد الجنسى، كما أن هناك حالات موثقة ارتكب فيها الجيش والفصائل المتحالفة معه أعمال عنف جنسى، لكن غالبية حالات الاغتصاب والجرائم المتعلقة بالنوع الاجتماعى ارتكبتها قوات الدعم السريع، ولم يسلم الأطفال من هذا العنف.