أكذوبة الخصم الحالم .. ( 2 ) الماسونية وأصل الرموز الأولى
بقلم / أحمد جوهر
العين الكاشفة هي ثاني الرموز التي ستخدمها الماسونية لها ويشار إليها اصطلاحا في الكتابات انها ( All Seeing Eye ) او بمعنى العين التي لا يخفى عليها شئ ، ومحتوى الرمز عين واحدة في حالة متوسطة من الإنتباه .
و هنا وجبت الإشارة انه رمز يستخدم بشكل مزدوج من فريقين بمعنيين متناقضين :
الأول بمعنى العين المترصدة لأهل الخير و تنتظر مع سبق سوء النية ان توقع بهم الأذى ، و قد ظهر استخدام هذا المدلول في اكثر من اعمال ادبية و سينمائية منها سلسلة افلام Lord Of Rings و التي اقترن فيها تضرر اهل الخير من الأساس بوجود العين التي ترصدهم و تنوي لهم الأذى إصرارا .
ومما هو شائع في الأوساط الأدبية و الفنية استخدام هذا الفريق للعين الكاشفة كشعار ورمز لمراقبة قوى الشر لاهل الخير والترصد لفرصة للغدر بهم .
والثاني ان هناك جهات رسمية تستخدم شعار العين المراقبة كرمز وتذكرة للأفراد و الكيانات بوجودها كهيئة رقابية رسمية للإيقاع بأي فاسد او فساد ، فتستخدمها الحكومة الفيدرالية الأمريكية وتستخدمها بعض الأجهزة العسكرية في دول عربية سنية ، و لا يقصد بها أي سوء بل بالإضافة لذلك انها لا يقصد بها شئ خفي بل هو الوظيفة الأساسية للعين وهو الرصد بالرؤية ، و هي من أكثر و أعلى الاجهزة انضباطا في الدول العربية و افضلها .
وجدير بالذكر هنا مسألة قانونية ألا و هي جريمة سبق الإصرار الترصد بشقيها السلوكي و المكاني من جهة ، و التمييز بين الفرقتين في علاقتهم برمز العين المراقبة : فلنسميهم فرقة عين سبق الإصرار و الترصد ، و فرقة الرقابة على الفاسد .
إن الله عز وجل أقر على لسان نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) وقد ذكر الفقهاء في امهات الكتب عن منازل الإيمان بالله : منزلة الفتوة و المراقبة ، و ذكروا ما لتواجدها بشاب او رجل ما من دلالة على بأس عقيدته و جرأته في العزم على البطش بالشر إن تيقن منه ، و قد صح ان النبي راقب و تتبع ابن صياد اليهودي و اسمه صاف على حدود المدينة لما ارتاب في أمره حتى أتم قصده و تأكد من ظنه أنه يعبث مع الشيطان لما خبئ له شيئا في سره فأخبره صاف عنه ، و قد أتى المراقبة حتى استأذنه عمر بن الخطاب ان يضرب عنق صاف فرفض لانه لم يتيقن انه الدجال .
و في هذه القصة تفرقة بينة بين مراقب يتربص بشخص وقعت عليه شبهة ما فإن تبين أبلغ من يتولى عقابه ، و إن لم يتبين لم يظلم و لم يجور بل عاد لحياته ممسكا على حسن اخلاقه وهذا نوعا من التربص بالفاسد لئلا يستشري او يغدر ، و النوع الثاني هو مراقب ينتوي جناية بصالح بمجرد تواجده او مروره بمكان و إن كان الصالح يصلي فقد انتوى الفاسد قتله و لا علاقة ذلك بحال الضحية . و هو حال سلوك المجرمين في جريمة سبق الاصرار و الترصد التي دلالتها ان المجرم اطمئن اولا على نية الجريمة ثم بدأ ينتظر فرصة زمنية و مكانية ليؤذي الضحية
فالتبين لإتخاد اللازم هدف الفرقة الصالحة من اداة المراقبة وممارستها و رمزيتها ولا يتمكن من ذلك إلا مواطن مؤمن شجاع او جهاز حكومي مستقل ، و الغدر و ايقاع الأذى هدف الفرقة الطالحة من اداة المراقبة وممارستها و رمزييها و لا يجرؤ على هذا إلا جماعة تستحق وصف انها كاذبة .
أحمد يسري جوهر
باحث سياسي واقتصادي