احدث الاخبار

أمريكا تمارس ازدواجية المعايير: علمنا مسبقًا بضربة إسرائيل لإيران ولم نشارك.. ونأمل في مفاوضات!

كتب – محمد السيد راشد 

في موقف يعكس ازدواجية صارخة في السياسة الأميركية، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها كانت على علم مسبق بالضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع نووية في إيران فجر الجمعة، لكنها لم تشارك فيها، مؤكدة أنها “لم تُفاجأ” بالهجوم، لكنها في الوقت ذاته، تأمل في عودة طهران إلى طاولة المفاوضات!


ترمب: علمنا ولم نشارك.. ونأمل التفاوض

في تصريحات لافتة خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة Fox News، قال الرئيس دونالد ترمب إن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم، موضحًا:

“لم تكن هناك مفاجآت في الضربة الإسرائيلية. علمنا مسبقًا لكنها عملية أحادية ولم نشارك عسكريًا”.

وفي لهجة متناقضة، أبدى ترمب أمله في أن “تعود إيران إلى طاولة التفاوض”، مشددًا على أن:

“إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. هذا خط أحمر واضح”.

وأشار إلى أن بعض القادة الإيرانيين الذين قُتلوا في الضربة ربما كانوا يشكلون “عقبة” أمام الاتفاق، ملمحًا إلى إمكانية فتح مسار تفاوضي جديد، لكنه لم يحدد معالمه.


اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي وتحذير من رد إيراني

البيت الأبيض أعلن في بيان رسمي أن الرئيس ترمب عقد صباح الجمعة اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن القومي، لمتابعة تداعيات الضربة الإسرائيلية، تحسبًا لأي رد إيراني قد يطال القوات أو المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

وأكد البيان أن “الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى”، وأن وزارة الدفاع وضعت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) على أهبة الاستعداد لأي طارئ، خاصة في ظل ازدياد احتمالات التصعيد.


ماركو روبيو: الضربة أحادية.. وحذّرنا إيران

وفي أول تعليق رسمي من أحد كبار مسؤولي الإدارة، قال وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو إن “إسرائيل تصرفت بشكل أحادي”، مشيرًا إلى أن:

“واشنطن لم تُشارك في أي ضربات ضد إيران، وأولويتنا الآن هي حماية قواتنا ومواطنينا”.

وأضاف:

“أبلغتنا إسرائيل بأنها ترى أن الضربة ضرورية للدفاع عن نفسها، وقد حذرنا إيران من استهداف مصالحنا أو دبلوماسيينا”.


الضربة تعقّد المفاوضات النووية

وبينما كانت الجولة السادسة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران مقررة يوم الأحد المقبل في العاصمة العُمانية مسقط، تبدو الآن تلك المحادثات في مهب الريح، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون أميركيون وإيرانيون.

وأكد مسؤولون أن “الهجوم الإسرائيلي نسف فرص التوصل إلى اتفاق قريب”، وأن الجانب الإيراني اعتبر الضربة بمثابة “طعنة في الظهر” وسط مباحثات كانت قد أحرزت بعض التقدم.


إسرائيل تنسّق.. وتنفي الخلاف مع واشنطن

رغم النفي الأميركي للمشاركة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) عن مسؤول رفيع أن “التنسيق مع واشنطن تم بالكامل”، لكن إدارة ترمب فضّلت إبقاء التنسيق سريًا لتضليل إيران، بحسب المصدر نفسه.

وأكد المسؤول أن:

“التقارير عن وجود خلافات بين إسرائيل وأميركا ليست سوى جزء من خطة إعلامية لخداع طهران”.


تحذيرات أميركية للإجلاء وتخوف من تصعيد شامل

تزامنًا مع الضربة، أصدرت الإدارة الأميركية أوامر بإجلاء بعض الموظفين من بعثاتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط، فيما لمّح الرئيس ترمب إلى إمكانية حدوث “شيء كبير” خلال الأيام المقبلة.

وقال:

“لا أريد أن أكون الشخص الذي لم يوجّه تحذيرًا لمواطنيه.. الأمور قد تتطور سريعًا، وهناك تهديد حقيقي لأرواح الأميركيين في المنطقة”.


الدبلوماسية الأميركية أمام اختبار مصداقية

يرى مراقبون أن التصريحات الأميركية المتناقضة تمثل أزمة حقيقية في مصداقية إدارة ترمب، التي تحاول اللعب على حبلين؛ دعم إسرائيل أمنيًا من جهة، والدعوة إلى مفاوضات سلمية من جهة أخرى.

ويحذر محللون من أن استمرار هذا التذبذب سيُفقد واشنطن موقعها كوسيط محايد في أي مسار تفاوضي مستقبلي، وقد يدفع إيران إلى التشدد أكثر في موقفها النووي.


القبة الحديدية وتنسيق أمني غير مباشر

في خطوة لافتة، أكد مسؤولون في إدارة ترمب أن الولايات المتحدة أعادت تزويد إسرائيل بصواريخ القبة الحديدية خلال الأسابيع الأخيرة، في إشارة إلى تنسيق لوجستي غير معلن لدعم الجبهة الإسرائيلية، في حال وقوع رد إيراني واسع.

كما أبلغت واشنطن حلفاء إقليميين – لم يُكشف عنهم – بأن الضربة تمت بمبادرة إسرائيلية، في محاولة لاحتواء التداعيات ومنع اتساع دائرة الحرب.


خاتمة: سياسة ازدواجية أم تحوّط استراتيجي؟

في ظل التصريحات المتناقضة والمواقف الرمادية، يبقى التساؤل مطروحًا: هل تمارس الولايات المتحدة ازدواجية حقيقية في ملف إيران، أم أنها تعتمد استراتيجية “الخط الرمادي” للحفاظ على مصالحها وحلفائها في آن واحد؟

وبينما ينتظر العالم الرد الإيراني المحتمل، تواصل واشنطن الوقوف على الحياد المعلن، مع استعداد خفي لدخول المواجهة إن خرجت عن السيطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى