تقارير وتحقيقات

أمر ملفت حول أحداث الأمس القريب

أمر مثير للحيرة والجدل …

أهو اعجوبة ؟ ام انه صنيعة السلطان الاكبر (دولة
العمق العالمية ) ؟

معروف ان احتلال وعبث داعش بالموصل استمر ~ ثلاثة أعوام..
وقد دُمِر ابانه كل شيء يحكي تاريخا او يعبر عن حضارة او دين لقد سُحق جميع ما لايروق لداعش ولمرجعياته و أسياده ببربرية وبلا وازع في النفس ولم يسلم منها حتى ما كان تحت الارض… وكان نصيب الطرف الغربي للمدينة من الدمار هو الاكبر حيث الكثير من المعالم الحضارية والآثار والنصب والمواقع التاريخية والدينية …
ان جوهر الامر المحير الذي انا بصدده – مستذكرا ما أصاب الموصل من دمار مروع – هو نجاة الحي اليهودي(محلة اليهود)حصريا و استثناءً من كل هذا البلاء، فلم يمسه داعش ولا غيره باي سوء وتحديدا المواقع والرموز اليهودية فيه واهمها اطلال الكنيس اليهودي والمدرسة القديمة المجاورة له والكثير من بيوتات اليهود التي كانت ملكا وسكنا لهم قبل عام ١٩٤٨
اما بقايا الانفاق والممرات البالغة الضيق التي كان اليهود قد صنعوها في الحي كسبل للهرب من الحي في حال تعرضهم للمخاطر ايامذاك فلقد تم الحفاظ عليها وترميمها من قبل داعش لتشكل خطوط مواصلات وانسحاب وفرار لمنتسبيه في حال التفت الساق بالساق .
ويذكر ان اليهود سلكوا هذه الممرات والانفاق مرة واحدة فقط وذلك عندما استخدموها هربا من ثورة الغضب والعنف التي التهبت ضدهم في اعقاب اعلان اسرائيل دولة عام ١٩٤٨ .
لكن يبقى القدر خافيا لما لا يخطر على بال بشر فقد ادخر المسالك هذه طويلا ليسلكها منتسبي داعش هربا كما فعل اليهود قبل ~ ٧٠ عاما…
ومن هنا يمكن القول :
لمَ وخضوعا لاي المعتقدات حافظ داعش على هذا الحي ؟ فيما دمر بوحشية جنونية صروحا ومواقع واثار ومقدسات دينية وتاريخية .. فما هو الوقود المحرك لهذا التنظيم المريب يا ترى ومن اين يستمده ؟
وما يزيد الامر إثارة هو ان ينجو ذات الحي بعد أن حافظ عليه داعش من القصف الجوي والبري الشامل ابان صفحات التعرض لطرد داعش من المدينة واشدها قصف طائرات التحالف بقيادة و م ا البالغ العنف للمدينة والذي استمر لما يقارب العام
فكيف يا ترى لم يصب الحي باي اذى طوال هيمنة داعش على المدينة ثم القصف واخيرا الاقتحام البري لها وتدمير حتى اعز معالمها منارة الحدباء الرائعة بكل تفاصيلها ؟
يقول شهود عيان ومصادر مطلعة دقيقة ان عددا من العسكر الامريكان تجولوا في الحي اليهودي طويلا عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٤ ثم خلال الاعوام التي سبقت احتلال داعش للموصل يرافقهم احيانا مدنيون ومنهم الحاخام اليهودي كارلوس هوبرتا وقد شوهد ذات مرة وهو يتسلق باكيا اكوام القمامة المحيطة بالكنيس وصولا الى جدرانه لإلقاء نظرة فاحصة لما في الداخل حنينا منه لرائحة الأجداد، ويذكر ان العديد من الرموز الصخرية المخطوطات والرسوم اللاهوتية حفرا في الجدران ونحتا في الالواح الخشبية لازالت موجودة طيً اطلال الكنيس، والمضحك ان تسرق ثلاث قطع نجت من كل تلك المراحل العصيبة من قبل مجهولين مؤخرا فيما لايزال تحذير(لا يزال قائما)خطه داعش بالاحمر العريض على جدار الكنيس يقول :
يمنع التعرض لارث وتراث الاخرين منعا باتا…
هذا وكرر العسكر الامريكان زياراتهم للحي بعد هروب داعش وقاموا بازالة الالغام والمتفجرات من انحائه باستخدام الروبوتات ..
ويبدو من الواضح كل الوضوح ان الأمريكان كانوا قد ثبتوا على خرائطهم وبمساعدة ما لديهم من تقنيات موقع واحداثيات الحي بكل تفاصيله لا بقائه في منأى عن مخاطر القصف بانواعه اولا ثم من عبث القوات البرية بعد طرد داعش من المدينة …
فمن يا ترى يهمه امر حي من احياء الموصل ومنذا الذي يملك سلطانا شموليا مقتدرا ليتحكم بالبشر والقنبلة والصاروخ لئلا تصيب موقعا تراه مقدسا ؟

تحياتي لكم وجمل الله ايامكم باليمن والبركات…وكل مساء وانتم بخير وصحة وراحة بال

ملاحظة :
الغاية من المقالة هي الاستيضاح والتقصي فحسسب وليس تمييزا بين ما دمر وما مكث قائما ولا اعتزازا بهذا دون ذاك فكل الاشياء التاريخية ثمينة وكذلك كل ماهو إنساني وديني و ارث حضاري بناء .

من اختيارات الكاتب الصحفي الباحث العراقي ماجد جميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.