Site icon وضوح الاخبارى

أنا إنسان

أنا إنسان 1

محمد ممدوح أبو الفتوح

بقلم محمد ممدوح ابو الفتوح

الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطى

انسان …هذه الكلمه التى تعبر عن هذا الكائن المكرم الذى فضله الله على جميع المخلوقات نفسا وروحا وعقلا وقلبا واراده واختيارا.

هذه الكلمة التى تعبر عن مجموعة من الحقوق التى يجب أن يطالب بها، وأن يحصل عليها من توافرت فيه صفة الإنسانيه.

انا انسان هذا الشعار الذى يجب أن يكون حقيقا وحده بالاحترام والتقدير والرفعه والتقدير، دون النظر الى اى من العوارض أو الأسباب التى تنال منه، أو تحط من قدره، لأننا حينئذ نكون قد نسينا انسانيتنا، أو تجاهلنا كوننا بشرا مكرمين.

ومن اهم حقوق هذا الإنسان حق الحياه الكريمه التى تضمن له احتراما و تقديرا لانسانيته وحق التعليم وحق الرعايه وحق العمل وحق المساو اة مع بقية البشر دون نظر إلى الفروق فى الجسم أو الشكل أو فى الرتبه الاجتماعية من الفقر أو الغنى وحق الوصول إلى إلى أعلى الدرجات بجهده وعمله، بصرف النظر عن شكله ولونه ودينه ومركزه واصله، وهذه الحقوق التى اقرها القرأن فى ايه واحده جمع فيها كل هذه الحقوق:”ولقد كرمنا بنى أدم وحملناهم فى البر والبحر ورقناهم من الطيبات وفضلناهم عن كثير ممن خلقنا تفضيلا” (الاسراء ٧٠)

وهذا التكريم نجد له خطبا على المنابر وفى وسائل الاعلام، لكن الحقيقه أننا نطبقه ولا نعمل به، أو لنقل وهى الحقيقه ايضا أننا متأخرون فى تطبيق هذا التكريم، ويجب أن نعترف أننا نجد له صورا واقعيه فى البلاد المتحضره التى تحترم الإنسان لكونه انسانا، ومن ثم تحترم هذه الحقوق ولا تفرق بين مواطنيها لأى سبب من الاسباب، على الرغم من انها بلاد لا تدين بالاسلام وتحكمها العلمانيه الغربيه، لكنهم أخذوا هذه القيمة، وهذا المبدأ وطبقوه فى حياتهم،فالمجتهد المثابر الذى يستحق أن يتقدم يحتل المناصب العليا ولو كان من أدنى الدرجات الاجتماعيه، ولو كان ممن فقد عضوا من أعضائه أو حاسه من حواسه من ذوى الاعاقه، ويصبح علما من الاعلام فى مجاله، ولا مكان لمن لا يعتمد على نفسه، لا مجال لمال أو لحسب أو لمنصب أو لجاه أو لرافعة من الرو افع  المهينه للانسانيه والإنسان من تلك التى يصل بها المتسلقون وأصحاب الأهواء والمصالح.

والقضية الأساسية التى نتحدث عنها هى من يطلق عليهم ذوى الاعاقه الذين ذاقوا مرارة الأيام التى حاول فيها البعض أن يتجنى على الإنسانيه ويحول بينهم وبين تحقيق ذاتهم والحصول على حقهم فى الحياة وهذه هى  النظره التى نكافح من أجل تغييرها، هذه النظره الدونيه، وللأسف هذه الفئه تعامل بجفاء انسانى فى الحقيقه،لأنها لا تحصل على حقوقها أو بالأحرى من أراد أن ينجح منهم ويصبح ذا قيمه فى المجتمع لا بد أن يمر على حقول الاشواك البشريه والصور النمطيه التى لاتنظر الا للعجز فى التعليم أو فى البيوت أو فى الشوارع،أو فى المتاحة فى العمل أو فى تولى الوظائف ،أو فى كل شيء يظن من ليس عنده خيال انه مستحيل عليه.

سأضرب مثلين من العالم المتحضر الذى يحترم إنسانية الانسان:فهذا ديفيد بلانكيت الكفيف البريطانى الذى أصبح وزيرا للتعليم فى وزارة تونى بلير ١٩٩٧م ، ثم أصبح وزيرا للداخلية بعد اربع سنوات من هذا التاريخ، نعم والله وزيرا للداخلية وهو كفيف، وهذه الوزارات والهيئات التى ترأسها وشغل عددا من المناصب عندما كان حزب العمل فى المعارضه، ولكن فى عام ١٩٩٧م، عندما ترأس بلير الحكومه تولى ديفيد منصب وزارة التعليم والتوظيف فى مجلس الوزراء، وبعد اربع سنوات لاحقه تولى منصب وزير الداخليه (المسئوله بشكل كامل عن القانون والنظام، والعدالة الجنائيه، والهجرة ومكافحة الارهاب) وتولى لفترة قصيرة كامل المسئوليه عن الرعايه الاجتماعية، والضمان الاجتماعى والمقاعد.

وهيلين كيلر الامريكية التى اتيحت لها الفرصه رغم أنها صماء وعمياء وبكماء التى أصبحت حديث العالم، بل أصبحت معجزه تاريخيه فى دنيا البشر الذين اتيحت لهم الفرصه فأبدعوا.

وفرانكلين روزفلت الذى يعد احد أبرز شخصيات القرن العشرين فهو الرئيس الامريكى الذى حكم ١٢ عاما من فوق كرسى متحرك.

والمتأمل فى هذه الصورة يجد أن هذه الصورة عينها كائنه فى الاسلام كدين، فهو يؤصل للمساواة بين البشر جميعا فلا تفاضل الا بالتقوى والعمل الصالح، ولا تقدم الا لاصحاب المواهب حتى ولو كانوا من ذوى الهمم، ففى تاريخنا العربى والإسلامي امثله من هذا النوع،بدءا من عصر الرساله، وكيف عامل الرسول الكريم أصحابه من هذا النوع، يجب علينا أن نفخر بهذه النظرة التى نظر بها هذا الدين العظيم إلى هذه الفئه التى اولاها عناية خاصه، واسبغ عليها حقوقا تيسر لهم الحياة بل عامل كل واحد منهم كإنسان كامل الانسانيه، وفى نفس الوقت راعى الفروق الجسديه و النفسيه وهذه من مقتضيات الإنسانيه.

لكن للأسف فى فترات التراجع الحضارى تجد هذه الصور من الظلم الاجتماعى لهذه الفئه، وتبقى نظرة الاسلام وتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم وايضا تعامل الأمة فى نضوجها الحضارى مع هؤلاء الأشخاص من ذوى الهمم صور مثاليه يجب تطبيقها فى حياتنا،لأنه كما قيل أن معيار تحضر الأمم احترام هذه الفئه التى تقدرها الأمم المتحدة فى بيان لها على صفحتها الرسميه على شبكة المعلومات تقول “يعيش أكثر من مليار شخص، أو ما يقرب من ١٥ فى المئه من عدد سكان العالم الذى يقدر ب٨ مليارات نسمه مع شكل من أشكال الاعاقة، وتتواجد نسبة ٨٠ فى المئه منهم فى البلدان الناميه ”

انا انسان

ليكن هذا الشعار هو جواز المرور للحصول على كل الحقوق، ما دام له الحق، وأداء كل الواجبات، ما دام قادرا عليها دون النظر الى اشياء تنأى بنا عن انسانيتنا.

فى نهاية المقال أنهى بهذين البيتين من الشعر للأمام الشاطبي درة القراء وصاحب الشطبيه  والذى كان أعمى حيث قال:

وقالوا قد عميت فقلت كلا

وانى اليوم ابصر من بصير

سواد العين زار سواد قلبى

ليجتمعا على فهم الامور

 

 

Exit mobile version