أنباء عن زيارة سرية لمبعوث البرهان إلى تل أبيب لتسريع التطبيع وتحسين العلاقات الإقليمية

✍️ كتبت: د. هيام الإبس
كشفت تقارير إعلامية سودانية وإسرائيلية عن زيارة سرية قام بها الفريق الصادق إسماعيل، المبعوث الشخصي لرئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى تل أبيب الأسبوع الماضي. وتهدف الزيارة إلى بحث سبل تفعيل ملف التطبيع مع إسرائيل، وتحسين صورة القيادة السودانية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب محاولة تهدئة التوتر مع دولة الإمارات.
وأفادت مصادر مطلعة أن إسماعيل التقى خلال الزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث نقل إليه رسالة من البرهان تؤكد التزام السودان الكامل بالمضي قدمًا في خطوات التطبيع، والاستعداد لتنفيذ أي شروط إسرائيلية لإتمام الاتفاق في أقرب وقت.
خلفيات الزيارة ودور المبعوث الخاص
الفريق الصادق إسماعيل كان يشغل سابقًا منصب مدير مكتب القائد العام للجيش السوداني، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق وتكليفه بمهمة مبعوث شخصي للبرهان. وأحيطت زيارته إلى تل أبيب بسرية تامة، حيث كشفت عنها لاحقًا صحيفة “الراكوبة” السودانية، وهو ما أكدته لاحقًا صحف إسرائيلية كـ”تايمز أوف إسرائيل” و”جيروزاليم بوست”.
تأتي هذه الخطوة في ظل ظروف معقدة يشهدها السودان، خاصة في ظل استمرار الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ أبريل 2023.
ثلاث رسائل رئيسية للزيارة
ركزت الزيارة على ثلاثة محاور أساسية:
-
تحسين صورة البرهان لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
-
إعادة جسور التواصل مع الإمارات بعد توترات سابقة.
-
دفع ملف التطبيع مع إسرائيل إلى الأمام ضمن إطار “اتفاقات أبراهام”.
ووفق التقارير الصحفية، فإن البرهان يعول على إسرائيل لدعمه سياسيًا ودوليًا في المرحلة المقبلة، مقابل التزامه الكامل بإتمام خطوات التطبيع.
الجدل حول علاقة السودان بإيران
ناقش المبعوث السوداني في تل أبيب مسألة التقارب الأخير بين السودان وإيران، وهو الملف الذي أثار قلقًا إسرائيليًا متزايدًا. وأكد إسماعيل أن هذا التقارب لم يكن خيارًا استراتيجيًا بل فرضته الضغوط والعزلة الدولية، والحاجة الماسة للدعم العسكري في مواجهة قوات الدعم السريع.
ووفق ما نقلته صحيفة “الراكوبة”، فإن البرهان أعرب لإسرائيل عن استيائه من عدم تلقي دعم عسكري ملموس منها خلال الحرب، مشيرًا إلى أن التقارب مع إيران جاء بدافع الضرورة وليس القناعة.
التطبيع بين السودان وإسرائيل: سياق تاريخي وسياسي
بدأت خطوات التطبيع بين السودان وإسرائيل عام 2020 حين انضم السودان إلى اتفاقات أبراهام، ليصبح خامس دولة عربية تعقد اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين.
ومنذ تولي المجلس العسكري السوداني بقيادة البرهان زمام السلطة بعد الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019، سعى إلى تحسين علاقاته الإقليمية والدولية، وكان التطبيع مع إسرائيل أحد أبرز أدواته لتحقيق هذا الهدف.
آفاق العلاقات السودانية الإسرائيلية بعد الزيارة
تشير زيارة الفريق إسماعيل إلى سعي السودان الحثيث نحو كسر العزلة الدولية من خلال استكمال التطبيع، وتعزيز العلاقات مع تل أبيب كورقة ضغط لتحسين علاقاته مع واشنطن، ووسيلة لفتح قنوات تواصل مع أبوظبي برعاية إسرائيلية.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في إعادة ترتيب الأوراق السياسية للسودان إقليميًا، خاصة إذا ما ترافقت مع تقدم ملموس على صعيد الاتفاقيات الثنائية والدعم الاقتصادي والعسكري.