أنباء عن قتل جيش الاحتلال محتجزين إسرائيليين في أنفاق غزة بالغاز السام

كتب – محمد السيد راشد 

تزاحمت  الأسئلة في إسرائيل وانتشرت سهام الغضب حول احتمال ضخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، غازات سامة إلى داخل أنفاق قطاع غزة، والتسبب في موت محتجزين إسرائيليين.

وكانت والدة أحد المحتجزين الذين قُتلوا في غزة قد ألمحت إلى ذلك في الأيام الأخيرة، من خلال منشور لها عبر صفحتها على “فيسبوك”، كما طرحت صحيفة “هآرتس” العبرية القضية مجدداً،أمس الاثنين.

وذكرت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي قام في يوم 14 ديسمبر الماضي بتخليص جثامين الجندي الإسرائيلي رون شيرمان، والجندي نك بايزير، والمواطن إيليا تولدانو، من نفق في جباليا، بعد اختطافهم في السابع من أكتوبر الماضي”، وأن الجيش أبلغ بعد نحو شهر من ذلك، عائلاتهم بنتائج التقرير الطبي بشأن جثثهم، “الأمر الذي يثير أسئلة صعبة ومقلقة، تتطلب التوضيح والكشف العلني”.

وتابعت الصحيفة أن معيان شيرمان، والدة رون أثارت الموضوع على الملأ، “وطرحت الأسئلة بحدة ووضوح، من خلال منشور على صفحتها، متهمة الجيش الإسرائيلي بقتل ابنها بالغاز السام، الذي تم حقنه في النفق الذي كان المخطوفون محتجزين فيه، وتم استخدامهم كدرع بشري حول القيادي الكبير في حماس أحمد غندور”.

وكتبت الأم عبر صفحتها: “نتائج التحقيق: رون قُتل بالفعل. ليس على يد حماس.. ليس بإطلاق نار عن طريق الخطأ، ليس بنيران صديقة، بل بجريمة قتل متعمدة أولاً. تفجيرات مع غازات سامة… نعم نعم، وجدوا أن رون أيضًا كان لديه عدة أصابع محطمة، على ما يبدو بسبب محاولاته اليائسة للخروج من قبر السم (النفق)”.

وأضافت: “تم اختطاف رون بسبب الإهمال الإجرامي من قبل جميع كبار المسؤولين في الجيش والحكومة اللعينة، الذين أعطوا أمراً بالقضاء عليه من أجل تصفية الحساب مع إرهابي ما متعطّش للدماء في جباليا”.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، كان قد رد بشيء من التهرّب على سؤال الأم، وقال إنه لم يكن بالإمكان تحديد سبب وفاة المحتجزين الثلاثة وإنه “في هذه المرحلة لا يمكن استبعاد أو تأكيد أنهم قُتلوا نتيجة الاختناق، الخنق أو التسميم أو نتيجة هجوم للجيش الإسرائيلي أو بفعل حركة حماس”.

وربما كان المقصود من هذه الإجابة التي تنطوي على شيء من التهرّب، برأي الصحيفة، “إسكات النقاش (حول الموضوع) والتشكيك في أقوال العائلة، دون إنكارها بشكل مباشر، أو مواجهة أهالي القتلى”.

وتابعت الصحيفة بأنه “يجب عدم قبول هذا التهرّب. إن ما نشرته معيان شيرمان بعد الإحاطة التفصيلية التي تلقّتها من ممثلي الجيش، لا يمكن أن يبقى معلقاً في الهواء. وحتى لو لم يتصرف الجيش بهذه الطريقة في حالة رون شيرمان، فإن الأسئلة تتطلب إجابات: هل استخدم الجيش الإسرائيلي الغازات السامة في قطاع غزة لقتل من كانوا في الأنفاق؟ وإذا تم استخدام مثل هذه الوسائل بالفعل، فهل مسموح استخدامها، وفق قوانين الحرب المُلزمة لإسرائيل؟ وإذا استخدمت هذه الوسائل فمن سمح باستخدامها؟”.

وتساءلت الصحيفة أيضاً: “هل يتم أخذ حياة المختطفين بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن التعامل مع الأنفاق، أم أن الاعتبار الوحيد في هذا الأمر هو الحاجة العملياتية لاستهداف عناصر حماس؟”.

واختتمت الصحيفة أن “جميع هذه الأسئلة، تقتضي إجراء فحص من جهة (إسرائيلية) خارجية. جهة تحصل على المعلومات المطلوبة من الجيش الإسرائيلي والحكومة وتصل إلى نتائج تُعرض على الجمهور. لا يمكن انتظار إجراء هذا الفحص المهم، في اليوم التالي (للحرب)”.

 

Exit mobile version