أنباء متضاربة حول اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في غزة بين حماس ومبعوث ترامب

كتب – محمد السيد راشد
في تطور جديد لمسار المفاوضات حول التهدئة في قطاع غزة، ذكرت مصادر إعلامية متقاطعة وجود صيغة اتفاق مبدئية تم التوصل إليها بين حركة “حماس” والمبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف خلال مباحثات جرت في العاصمة القطرية الدوحة، تنص على وقف إطلاق نار مؤقت وخطوات متبادلة بشأن ملف المحتجزين.
تفاصيل الاتفاق المبدئي: وقف نار وإفراج متبادل
بحسب ما نقلته قناة “الأقصى” عن مصادر مطلعة، فإن الصيغة المقترحة تنص على هدنة لمدة 60 يوماً، تتخللها خطوات تنفيذية من الجانبين، تشمل:
-
إفراج متبادل عن الأسرى والمحتجزين.
-
إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين على دفعتين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين).
-
تسليم جثامين قتلى مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
-
انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية وفق اتفاق تم التوصل إليه في يناير الماضي.
-
ضمانات أمريكية باستمرار التهدئة بعد انتهاء الفترة الأولى.
ضمانات دولية ووساطة أمريكية
تشير البنود إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد بضمان وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مع التزام الوسطاء بإيجاد صيغة لاستمرار التهدئة بعد انتهاء الفترة الأولية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) عن مصدر في حركة حماس تأكيده أن الحركة وافقت على العرض الأخير المقدم من الوسطاء، والذي تضمن هدنة لمدة 70 يوماً مقابل الإفراج عن 10 رهائن على مرحلتين، تبدأ بعدها مفاوضات معمقة حول وقف دائم لإطلاق النار.
مبعوث ترامب ينفي موافقة حماس
في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” الأميركي تصريحات متشددة من المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف، نفى فيها بشكل قاطع موافقة حماس على مقترحه، وقال:
“ما رأيته من حماس مخيب للآمال وغير مقبول على الإطلاق، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن.”
وأضاف أن إسرائيل وافقت على اقتراحه الذي يتضمن:
-
إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثث القتلى المحتجزين.
-
بدء مفاوضات جدية بعد تنفيذ هذه الخطوة، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
وأكد ويتكوف أنه مستعد لقيادة هذه المفاوضات، مطالباً حماس بـ”اغتنام الفرصة” وقبول الصفقة المطروحة.
الموقف الإسرائيلي: لا ضمانات لإنهاء الحرب
من جهتها، أكدت قناة “12” العبرية أن الحكومة الإسرائيلية رفضت المقترح الحالي، وأعلنت أنها ترفض تقديم أي ضمانات بإنهاء الحرب، رغم موافقتها على بعض عناصر المقترح الأمريكي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي قوله:
“لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار في صورته الحالية.”
تدهور إنساني مستمر في غزة
تأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه قطاع غزة تدهوراً إنسانياً غير مسبوق، نتيجة القصف المستمر وانهيار البنية التحتية والخدمات، مما دفع العديد من الأطراف الدولية لتكثيف جهودها للتوصل إلى هدنة شاملة تجنّب المدنيين مزيدًا من المعاناة.
ورغم المؤشرات الإيجابية في بعض الجوانب، لا يزال الغموض يكتنف مستقبل المفاوضات، في ظل التصريحات المتناقضة من الأطراف المعنية، واستمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين والبنية التحتية.