أنيروا لنا الطريق… كما أظلمتموه

بقلم: محمد أحمد نجم
منذ فجر الخليقة، اعتاد الإنسان السعي والكفاح تحت نور الشمس وفي وضح النهار، حيث تُضاء الطرق وتُحدد المعالم. ومع حلول الليل، يخلد إلى الراحة، ليلتقط أنفاسه بعد يوم من العناء. وهذه سنة كونية: “وجعلنا النهار معاشًا، وجعلنا الليل لباسًا”.
كنا نرجو منكم أن تكونوا هداة… لا معرقلين
كنا ننتظر من النخبة – من ساسة ومثقفين وأصحاب رؤوس أموال – أن يكونوا منارات للحق، وأن يعبدوا الطريق أمام الأجيال. لكن المؤلم أن بعضهم – وأقول البعض لا الكل، حتى لا أظلم – كانوا مصدر العراقيل لا مفاتيحها، وكأنهم كبحوا أحلامنا عن قصد أو دون قصد، وضيقوا المسالك أمام من أراد أن يحلم.
لسنا أعداءكم… نحن أبناؤكم
حين يظن الشاب أنه قادر على التحليق وحده، بعيدًا عن حكمتكم وخبرتكم، فهو واهم. نحن لا نطلب أن تحاربوا نيابة عنا، لكن نطلب أن ترشدونا، أن تكونوا دليلنا في الظلام، أن تمدوا لنا يدًا حانية لا عائقًا جديدًا.
نريد شراكة لا صراعًا… وتواصلاً لا انقطاعًا
نحن نؤمن بقدرتنا على التغيير، وعلى حمل الراية مرفوعة، ولكن نحتاج منكم أن تؤمنوا بنا أيضًا. الفرصة ما زالت سانحة ما دامت الأنفاس تُتَداول بين الشهيق والزفير. فلنواجه الواقع المظلم، المليء بأصنام الجهل والتهميش، بيد واحدة وفكرٍ واحد.
اللوم لا يُلقى كاملاً… فالطريق يُمهد معًا
أنا لا أتنصل من مسؤولية الشباب. نحن أيضًا علينا أن نكدّ ونتعب، وأن نثق بأنفسنا، وأن نصنع النجاح من داخلنا. ولكننا بحاجة إلى القدوة، إلى “كبير” يُطاع في غير معصية، إلى من نلجأ إليه إذا تاه بنا الطريق.
صرخة شاب من نسيج هذا الوطن
أقولها بصدق: نحن نعلم أن الدروب مظلمة، والسراديب متشعبة، ولكننا نعلم أيضًا أن الأمل لا يموت. تعالوا نتكاتف من أجل هذا الوطن العزيز، ومن أجل مستقبل أكثر إشراقًا لكل من نحبه، ولكل من يأتي بعدنا.