بقلم / رمضان النجار
انقضىت ١٣ عام ولا تزال الأزمة السورية من أبرز الأزمات العربية التى تعد مأساة حقيقية شاركت فيها كل القوى الإقليمية والدولية ولا توجد بوادر حل لهذه الأزمة التى أبكت القلب قبل العين . فالشعب السورى يعيش فى الخارج مأساة إنسانية بمعنى الكلمة .
فهناك دول إقليمية من التى شاركت فى الأزمة السورية قامت بطرد اللاجئين من أراضيها وبشكل مخزى ومهين وهناك دول أخرى يعيش فيها السوريين بشكل هادئ ومستقر كمصر خرجت بعض الأصوات تنادى بوجوب عودة السوريين إلى بلادهم دون النظر إلى الوضع المأساوى فى سوريا .
الوضع في سوريا ودور الأطراف الاقليمية
المتغيرات المتلاحقة على الساحة السورية بشكل خاص والساحة العربية والدولية بشكل عام تظهر الوجه القبيح لكل الأطراف الإقليمية والدولية التى تبحث عن تحقيق أطماعها وأجندتها دون الإلتفات لمصلحة سوريا أو الشعب السورى . الطرف الإقليمي الأول دولة تركيا التى تواصل سعيها للسيطرة على الشمال السوري من خلال المنطقة الآمنة التى فرضت نفسها عليها. و الطرف الإقليمي الثاني دولة إيران التى تسعى لبسط سيطرتها على ما تسميه الهلال الخصيب وهو ما يعتبر منطقة نفوذ إيرانية تضم العراق وسوريا ولبنان واليمن والطرف الإقليمي الثالث يتمثل في إسرائيل التي تسعى بكل قوة لإضعاف سوريا والمنطقة بأكملها وقامت مرات عديدة باستخدام القوة العسكرية فى سوريا من خلال استهداف بعض المواقع التى ترى فيها خطورة على استقرارها .
دور الأطراف الدولية فى الأزمة السورية
الواضح فى الأزمة السورية أن كل الأطراف الدولية المتداخلة فى الأزمة السورية ساهموا بشكل كبير فى معاناة سوريا وفقا لمصالحهم في المنطقة فروسيا الحليف القديم لسوريا تسعى للحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة ولم يعد أمن سوريا أمر هام بالنسبة لها والأهم هو زيادة نفوذ روسيا فى هذه المنطقة. أما الطرف الأمريكي فيتعامل مع الأزمة السورية من منطلق واحد وهو الحفاظ على أمن ومصالح إسرائيل وتأمينها من أي قوة قد تهدد أمنها وسلامتها فى الحاضر والمستقبل ولذلك فقد تعاونت أمريكا مع قوات سوريا الديمقراطية ويقوم الطرفين بسرقة بترول سوريا فى العلن نوليس هناك أى رقابة أو رقيب عليهم ، بينما إكتفت تركيا بعمل منطقة آمنه فى سوريا تحقق لها الأمان وتحميها من هجمات حزب العمال الكردستانى الموجود فى شمال سوريا .
متى تعود سوريا موحدة من جديد
وحتى كتابة هذا المقال سوريا مقسمة لثلاث مناطق ويوجد فيها ستة أطراف دولية وإقليمية
المنطقة الأولى: منطقة نفوذ النظام السورى تحت رعاية إيرانية وروسية
المنطقة الثانية :وهى إدلب تقع تحت سيطرة عناصر تنظيم داعش الإرهابي بقيادة أبو محمد الجولانى
المنطقة الثالثة: فى شمال سوريا وتقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية برعاية أمريكية وعداء مع تركيا التى سيطرت على عفرين وجعلتها منطقة أمنه على حدودها مع سوريا لمنع تسلل عناصر حزب العمال الكردستانى .
وبناء على ماسبق فسوريا ليست أمنه كما يقول البعض والحل الوحيد هو عمل إتفاق مع جميع الأطراف المتداخلة فى سوريا لحل النزاع بين كل الفصائل وعودة سوريا موحدة من جديد ليعود أبناء سوريا إلى ديارهم آمنين مطمئنين .
مطلوب من كل الدول العربية أن تتعلم الدرس من الوضع الموجود فى سوريا وألا تسمح أبدا بأى تدخل خارجى أو إقليمي فى شئون أى دولة عربية. وأن يتم تفعيل دور جامعة الدول العربية لعودة سوريا موحدة من جديد والحفاظ على وحدة وسلامة كل الدول العربية