كتبت : د.هيام الإبس
لقى ما لا يقل عن 124 مدنياً مصرعهم، وأصيب العشرات، فيما نزح حوالى 119,400 شخص من أجزاء مختلفة من ولاية الجزيرة نتيجة موجة العنف المسلح والهجمات التى شهدتها المنطقة على مدار الأيام العشرة الماضية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) فى أحدث نشرة اليوم الأحد، عن – الأثر الإنسانى للعنف المسلح فى الجزيرة – أن التقارير، تؤكد استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، إذ أفادت وزارة الصحة فى ولاية الجزيرة بأن أكثر من 27 امرأة وفتاة، تتراوح أعمارهن بين 6 و60 عاماً، تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسى.
كما هوجمت ستة مرافق صحية على الأقل، ما أسفر عن مقتل اثنين من العاملين الصحيين. وأدى ذلك إلى تعطيل تقديم خدمات الرعاية الصحية بشكل كبير، خاصة الجراحة والتوليد، مما أجبر المرضى على الانتقال إلى مرافق أخرى تعمل بقدرة محدودة.
ويواجه النازحون الجدد من الجزيرة احتياجات إنسانية ملحة تشمل الغذاء، والمأوى، واللوازم المنزلية الأساسية، بالإضافة إلى ضرورة توفير المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحى، والخدمات الصحية، والحماية.
وتعمل الأمم المتحدة وشركاؤها فى المجال الإنسانى على تقديم مساعدات تشمل وجبات ساخنة، وحصص غذائية، وخدمات صحية لآلاف النازحين فى ولايتى القضارف وكسلا.
وتشير (اوتشا) إلى أن الوضع فى ولاية الجزيرة لايزال متوتراً ولا يمكن التنبؤ به، بعد موجة أعمال العنف التى بدأت فى 20 أكتوبر، التى طالت أكثر من 30 قرية ومدينة، وقالت المديرة العامة لليونيسف فى بيان إن الهجمات المسلحة خلفت ما لا يقل عن 124 قتيلاً، من بينهم 10 أطفال، بعضهم لم يتجاوز عمره 10 سنوات، بينما أصيب ما لا يقل عن 43 طفلاً.
كما وردت تقارير تفيد بأن العديد من الفتيات، لا تتجاوز أعمارهن 13 عاماً، تعرضن للاغتصاب والاعتداء الجنسى، إضافة إلى احتجاز أطفال فى ظروف مروعة.
وذكرت وزارة الصحة الولائية أن الهجمات على المرافق الصحية أدت إلى تدهور شديد فى تقديم الرعاية الصحية بالمنطقة، وقد استُهدفت ستة مرافق صحية، ما تسبب فى وفاة اثنين من العاملين الصحيين، مما أدى إلى شلل شبه كامل فى تقديم الخدمات الطبية الأساسية، خاصة العمليات الجراحية وخدمات التوليد.
العاملون فى المجال الإنسانى أدانوا الهجمات المتواصلة على الخدمات الأساسية، فى بلد يعمل فيه أقل من 25% من المرافق الصحية بقدرة محدودة، وسط دعوات ملحة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.