أوغندا تكتشف احتياطيًا هائلًا من الذهب قد يعيد تشكيل اقتصاد العالم

Table of Contents
Toggleكتب / محمد السيد راشد
31 مليون طن متري من خام الذهب في قلب أفريقيا
أعلنت السلطات الأوغندية عن اكتشاف جيولوجي ضخم يتمثل في أكثر من 31 مليون طن متري من خام الذهب، يُرجّح أن يُستخلص منها نحو 320,158 طنًا من الذهب المُكرر. ويُقدّر هذا الاكتشاف الثمين بقيمة تتجاوز 12 تريليون دولار أمريكي، ما قد يُحدث تحولًا اقتصاديًا هائلًا في أوغندا، ويُعيد ترتيب موازين أسواق الذهب العالمية إذا تم استخراج الكمية فعليًا.
أرقام تثير الدهشة… وقد تُربك الأسواق العالمية
للمقارنة، فإن إجمالي ما تم استخراجه من الذهب في العالم منذ بداية التاريخ حتى الآن لا يتعدى 244,000 طن متري، ما يعني أن الاكتشاف الأوغندي، إن تحقق كاملًا، سيزيد من المعروض العالمي بنسبة تفوق 130%.
وبحساب الأسعار العالمية الحالية، تبلغ قيمة الذهب المُحتمل استخراجه 18.63 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل نحو 60% من إجمالي الدين الأمريكي. ويعادل هذا المبلغ 2,390 دولارًا لكل إنسان على وجه الأرض، أو 407,000 دولار لكل مواطن أوغندي.
الواقع الاقتصادي.. بين الحلم والاحتيال
لكن هذا الحلم الذهبي محفوف بالتساؤلات والشكوك. فالاكتشاف يستند إلى ما وصفتها الحكومة الأوغندية بـ”المسوحات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية”، دون الكشف عن تفاصيلها، ما يدعو إلى التريّث. فقد شهد العالم على مدى العقود الماضية عشرات الادعاءات المشابهة التي ثبت لاحقًا أنها إما مبالغ فيها بشكل كبير أو لا أساس لها من الصحة.
من المعروف أن منطقة بوهويجو-ماشونجا تحتوي بالفعل على مناجم ذهب، وتم استخراج ما بين 100 إلى 200 طن منها سابقًا، غير أن الادعاء بأن حجم الاحتياطي الجديد أكبر بألف مرة مما كان معروفًا، يثير الدهشة ويضع علامات استفهام حول دقة التقديرات.
تأثير محتمل على أسعار الذهب العالمية
إذا ما تم استخراج هذه الكمية الضخمة بالفعل، فإن الذهب سيتدفق إلى الأسواق العالمية بشكل لم يسبق له مثيل، ما سيؤدي حتمًا إلى انخفاض كبير في الأسعار بسبب زيادة المعروض. هذا الانخفاض قد يُغيّر توجهات المستثمرين، ويعيد ترتيب سلاسل القيمة والطلب على الذهب عالميًا.
ثروة وطنية أم فرصة ضائعة؟
رغم الفرص الهائلة التي يتيحها هذا الاكتشاف، فإن السؤال الأهم يبقى: هل ستتمكن أوغندا من حماية هذه الثروة من الفساد والاستغلال الأجنبي؟
الذهب قد يكون نعمة اقتصادية إذا أُحسن استغلاله، لكنه قد يتحول إلى نقمة إذا وقعت الدولة فريسة للنهب أو غياب الشفافية.
التنمية تتجاوز التعدين
رغم أهمية الذهب، لا يشكل التعدين سوى جزء صغير من الاقتصاد. فالتنمية المستدامة تحتاج إلى بنية تحتية قوية، وحوكمة رشيدة، وتنويع اقتصادي. إن نجحت أوغندا في الاستفادة من هذا الاكتشاف بشكل مدروس وعادل، فقد تدخل عصرًا جديدًا من الازدهار، وإلا فقد تكون هذه الثروة مجرد رقم ضائع في تقارير الاستثمار الدولية.