السودان : أول أيام العيد.. الفاشر تحت نيران القصف المدفعي العنيف

رسائل نارية من عقار.. وإنقاذ درامي لسودانيين في المتوسط
كتبت: د. هيام الإبس
شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قصفًا مدفعيًا عنيفًا منذ الساعات الأولى لأول أيام عيد الأضحى المبارك، نفذته قوات الدعم السريع، في تصعيد جديد للحصار المفروض على المدينة منذ مايو 2024.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، في بيان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن القصف استهدف الأحياء السكنية بشكل عشوائي، مما يعكس “قسوة المليشيا ووحشيتها وانهيار كل معاني الإنسانية”، على حد تعبيرها.
حصار خانق ومعاناة إنسانية متفاقمة
تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة، التي تُعد آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور، وتواصل قصفها باستخدام المدفعية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية.
ويواجه السكان ظروفًا إنسانية كارثية، مع شُحّ حاد في الغذاء والدواء، وإغلاق الأسواق، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع، وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة نتيجة تدهور البيئة الصحية.
جهود الإغاثة تواجه عراقيل
رغم الجهود التي تبذلها لجان المقاومة وجهات طوعية لتوفير الغذاء من خلال المطابخ الجماعية والتبرعات، لا تزال المساعدات الإنسانية تواجه صعوبات في الدخول إلى المدينة. ودعت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإنسانية قوات الدعم السريع إلى فتح الممرات الآمنة والسماح بوصول الإغاثة.
البرهان: العيد القادم نريده عيد نصر وسلام
في تهنئة بمناسبة عيد الأضحى، وجه رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رسالة للشعب السوداني أكد فيها أن “رايات النصر والعزة سترفرف قريبًا على ربوع الوطن”، مشيدًا بتضحيات الشعب السوداني في الدفاع عن وحدة البلاد.
وقال البرهان:
“أنتم صناع المجد والتاريخ، وبكم سنمضي حتى تطهير السودان من المعتدين”، مؤكدًا أن الشعب والجيش جسدوا أروع أمثلة البطولة والإيثار.
عقار يوجه رسائل حاسمة في العيد:
توحيد الصف وتوسيع دائرة السلام
بمناسبة عيد الأضحى، وجّه الفريق أول مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة، رسائل إلى أطراف متعددة، أبرزها الشعب السوداني والقوى السياسية والقوات المسلحة والمجتمع الدولي.
إلى الشعب: العودة إلى الديار رغم الألم
أعرب عقار عن حزنه لفقدان الشهداء وتضخم معاناة النازحين، مؤكدًا مواصلة الجهود لإرساء الأمن حتى يعود المواطنون إلى أعمالهم ومنازلهم، وأدان استهداف شحنات الإغاثة من قبل الدعم السريع.
إلى القوى السياسية: معالجة قضايا الهوية وتحديث القوانين
شدد عقار على أهمية استكمال تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، ومواجهة تحديات الهوية الوطنية على أسس التنوع والعدالة، داعيًا إلى إصلاح القوانين ومحاربة الفساد، وتحديد شكل الحكم القادم.
إلى القوات المسلحة: استمروا حتى تحرير كل شبر
وجّه عقار تحية إجلال للقوات المسلحة، مؤكدًا أنها “الحصن المنيع لسودان الحرية”، داعيًا إلى مواصلة الانضباط والحماس حتى استعادة كامل التراب السوداني.
إلى المجتمع الدولي: نحتاج إلى شراكات عادلة
طالب المجتمع الدولي بدعم حقيقي وموضوعي لحل الأزمة السودانية، مشددًا على أن الحل يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، في ظل تشابك التحديات السياسية والإنسانية.
سفينة “أسطول الحرية” تنقذ مهاجرين سودانيين في لحظات حرجة
في موقف إنساني مؤثر، أنقذت سفينة “أسطول الحرية” المتجهة إلى غزة أربعة مهاجرين سودانيين ألقوا بأنفسهم في البحر المتوسط أثناء تدخل خفر السواحل الليبي.
ووفقًا للنائبة الفرنسية ذات الأصول الفلسطينية، ريما حسن، التي ترافق السفينة، فإن المهاجرين كانوا يواجهون خطر الغرق عندما تدخل طاقم السفينة في اللحظة المناسبة.
وأكدت حسن أن اللاجئين السودانيين الأربعة باتوا الآن على متن السفينة، مشيرة إلى أن الحادثة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودانيون الفارون من الحرب.
أسطول الحرية.. تضامن في مواجهة الحصار
تأتي هذه الحادثة ضمن رحلة “أسطول الحرية” الهادفة إلى كسر الحصار عن غزة، والتي باتت أيضًا تجسيدًا للتضامن مع الشعوب المقهورة من الحرب والجوع، وفي مقدمتها الشعب السوداني الذي يعيش واحدة من أسوأ أزماته.