بقلم : عبير الحجار
” أقم العدل ولا تدع ميزان الحق يهتز .فالارض التى تسكنها الآلهة سوف تهجرها السنابل ، اذا جاع الناس ،واهتز الحق فيها “. تلك العبارة القيمة موجهة للفرعون ( الحاكم ) وذكر كتاب الموتى أنها مكتوبة على جدران معابد الاسرة الخامسة.
وهذا ما حدث فقد كان فقدان العدل السبب القوى لقيام اول ثورة جياع فى العالم ، والتى بدأت فى عصر “بيبى الثانى” الذي استمر في الحكم ثلاثة قرون. فقد بدا حكام الأقاليم يأخدون سلطة اكبر واستغلوا سلطاتهم فى فرض الضرائب واستغلال الفلاحين وبدأ عصر الإقطاع وانتشر الفساد وكان الملك يتغذ على الاكاذيب وعزلته الحاشية عن الشعب وانتشار الظلم وبدا الانحلال الاخلاقى فهجم الشعب الجائع على المعابد ونهبوها ونهبت مقابر الملوك وممتلكات الحكومة فسقطت الدولة .
وتكررت ثورات المصريين اكثر من مرة فعندما يأس العمال الجوعى فى عهد رمسيس الثالث من الحصول على مستحقاتهم لم يبق أمامهم سوى التخريب ، فاجتاحوا مخازن الحبوب الملكية حتى يحصلوا على طعامهم وبسبب الفوضى الذى حدثت أحتلت البلاد من الفرس والرومان واليونان والاشوريين لضعف الدولة .
وفى عهد بطليموس الثالث وأثناء حربه فى سوريا، أدت تلك الحرب إلى الإنهيار الإقتصادى للبلاد . فقام الشعب بالثورة والتي أسفرت عن تغير سلوك البطالمة تجاه الشعب المصرى ،وأحدثت تحسنا ملحوظا فى الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية للمصريين وإسترد الشعب حقوقه المنهوبة وكرامته المسلوبة .
ومن بعدها قامت ثورة آخرى ضد الإحتلال الروماني بسبب استخدام الرومان سياسةا لتميز العنصرى وتطبيق مبادئ الإستعمار المحتكرة للحريات وتضيق الخناق على الشعب المصرى مما ادى إلى قيامهم بالثورة .
وفي العصر الحديث شهدت مصر في عهد الرئيس الراحل السادات ” انتفاضة الخبر ” يومي 18 و19 يناير عام 1977 احتجاجا على رفع اسعار العيش . وفي نهاية عصر الرئيس الراحل مبارك أزمات إقتصادية ، وعانى الشعب الفقر والمرض ، مع تغول الفساد المالى والإدارى. وسطوة المقربين من نجليه على المال والاعمال والتجارة ،وتجبر رجال الشرطة فى الشارع دون تفرقة بين مجرم وشريف. فخرج الناس على مبارك حينها كانت الأوضاع أقل سوء مما نحن فيه الآن فالاوضاع تفاقمت والغلاء استوحش والاقتصاد شبه منهار وارتفعت نسبة التضخم.
فتاريخ الشعب المصرى مليئ بالثورات والحراكات الشعبية.
وسمعنا أصوات معارضة تدعوا إلى مظاهرات يوم ١١/١١ فى ظل انعقاد مؤتمر المناخ العالمى فى شرم الشيخ ، وخرج الاعلام المصرى يحذر ويهدد ويتوعد الناس ممن يلبى تلك الدعوات والتى وصفها بالمشبوهة والتخربية وهى من تقود مصر الى الهاوية وتنسى أن مصر حبلى بالغضب.
وعلى هامش هذه الدعوات يوجد اسئلة تطرح نفسها وهى:
هل يحق للنظام الحالى القلق من مثل هذه الدعوات ؟
هل يوجد من يلبى تلك الدعوات ؟
فإن وجد فمن تكون هذه الفئات ؟
هل الشعب المصرى فى حاجة ملحة لنزول الشارع استجابة لدعوات ؟
هل هذه الدعوات مؤامرة كما يدعى الاعلام أم حراك شعبى ؟
كيف يتعامل النظام مع هذه التظاهرات على ارض الواقع وهل يستجاب لمطالب الشارع مهما كانت قاسية ؟
فالأيام القادمة ستاتينا بإجابات هذه الاسلئة.
وفى النهاية أتوجه الى لله بدعوة من القلب اللهم أحفظ مصر أرضا وشعبنا وجيشا .