أراء وقراءات

أين الانسانية؟ أين الرحمة؟

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

كنت اتصفح على موقع بالتواصل الاجتماعي وقرأت منشور هز كياني ولا يصدقه عقل مثال : لشاب يخطفوه ويمثلوا به لينتقموا من والده ، واخرى يسرقوها ويسحلوها ويقتلوها في الشارع ، وسيدة حامل يغتصبوها داخل المقابر ويربطوا زوجها تحت تهديد السلاح في شجرة ليشاهد الجريمة. وأم تقتل أولادها الصغار، واشياء غير مقبولة يتم فعلها علني .

ما هذه المواقف الدخيلة علينا ولا تمj لشخصيتنا ولا لإنسانيتنا بأي صلة . أين الانسانية؟ أين الرحمة؟ أيها الشعب الاصيل ؟ سواء الشعب المصري والعربي.

أيها الشباب . هل تعرفون ما معنى الانسانية؟

كتبت ” سناء الدويكات ” ان الانسانية في اللغة هي :مصدر من كلمة إنسان، وهي ما يُميِّز الإنسان من خصائص وصفات، تجعله بدورها يختلف عن بقيّة أنواع الكائنات الحيّة، ويمكن القول إنّ الإنسانيّة هي ما يُضادّ البهيميّة أو الحيوانيّة. كما أنّه يمكن تعريفها بأنّها ما يتميَّز به المرء من الأعمال الصالحة التي يقوم بها. وهي من وجهة نظر الفلاسفة تعني: (الحياة، والنُّطْق، والموت). والإنسانيّة من وجهة نظر كانط هي ما يُعبِّر عن هدف الأخلاق، كما أنّها أساس فكرة الواجب عند الإنسان. ويرى أوجست كونت أنّ الإنسانيّة هي مجموع الصفات التي تُكوِّن كائناً اجتماعيّاً يتطوَّر مع مرور الزمن. وعندما يُقال عن شخص ما أنّه يقوم بعمل إنسانيّ، فمعنى ذلك أنّه يقوم بعمل يعود بالخير على البشر، وهو إنسانٌ قادرٌ على التجاوُب مع سلوك الإنسان الطبيعيّ، وعادة ما ينظر الناس إلى الإنسانيّة بعدّة طُرُق؛ فمنهم من يرى أنّها تشمل جميع المخلوقات البشريّة، ومنهم من ينظرُ إليها على أنّها تحمل معاني الإحسان والإيثار، ومنهم من يرى أنّ الإنسانيّة تتضمّن القوّة الروحيّة.

ومن الجدير بالذكر أنّه يُشار إلى الإنسانيّة في العديد من القوانين الإنسانيّة، والجرائم التي تُرتكَب في حقِّ الإنسان في المُعاهَدات الدوليّة على اختلافِها، كما أنّها تُعَدُّ مصدراً للقانون الدوليّ أما اللّاإنسانيّة فهي ما يُشار إليها عادة بأنّها إهدارٌ لقيمة الإنسان وحقوقه، والتعامل مع البشر بعنصريّة، وبقسوة القلب. لماذا؟ نُزِعت من البشر الرحمة . والجرائم التي ترتكب في هذه الايام بمجتمعاتنا تخالف الانسانية . لماذا نقوم بأعمال تخالف انسانيتنا؟ هل هو تمرد أم عدم رضا بما قسمه الله لنا أم اعتراض على أمره . فليست الانسانية فقط التي اختفت من مجتمعنا ولكن الرحمة أيضاً .

فالرحمة كما عرفها ” محمد مروان ”  بأنها: هي لفظ مأخوذ من (رحم)، وتعني الرقة، والعطف، والرأفة، ويُقال رحمه ويرحمه، عندما يُعطف عليه، وبالتالي فإنَّ الرُّحم والرحمة والمرحمة تحمل المعنى نفسه، والرَّحِم بمعنى علاقة القرابة، وعليه كانت تسمية رحم الأنثى رحماً؛ وذلك لأنَّ منها ما يكون ما يرحم، ويرأف له من الابن فالرحمة هي عبارة عن الانفعالات والعواطف التي تبدو على الشخص بظواهرها، وليس بحقيقة تكوينها، ولعلَّ أهمية الرحمة تنبع ممّا وصف الله تعالى به نفسه؛ حيث ذكر نفسه بالرحمة في أكثر من آية قرآنية يقولل الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: ((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا ! مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)).

وقال الله تعالى ” وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة”

ومن الاقوال ” الرحمة خير من العدالة”

ولا ننسى قول رسولنا الكريم في حديثه الشريف ” ارحموا مَن في الارض يرحمكم مَن في السماء” صدق رسولنا الكريم

فلماذا نرى مثل هذه التصرفات ؟ التي لا يصدقها عقل ويحزن لها كل قلب . هل انتزعت من قلوبنا الرحمة؟ لماذا؟

هل سببها اقتصادي أم اجتماعي أم تغيب الوازع الديني لدى البشر؟

اذا كان الحيوانات لا تقوم بهذه التصرفات ، والحيوانات لا تملك عقل  مثل عقل وتفكير الانسان؟

أيها الشباب في كل مكان تذكروا قول رسولنا الكريم ” مَن لا يَرحم لا يُرحم ” صدق رسولنا الكريم ، كما أن رسولنا الكريم قال ” الخير في وفي أُمتي إلى يوم القيامة ” فمازال الخير والرحمة والاخلاقيات موجودة في مجتمعاتنا .

فأيها الشباب . استخدموا تفكيركم وعقولكم في أشياء تنهض مجتمعاتنا وبأوطاننا ، لا تدع عقلك وتفكيرك للأفكار السلبية الشيطانية التي تُؤدي بحياتك وبأغلى الناس إليك للهلاك . تمسكوا بإنسانياتكم وبأخلاقكم وبرحمتكم .

” حتى لا يختفي بريق الذهب”

الأحد 25 أكتوبر 2020

                         هاله أبو القاسم عبد الحميد
                             موجهة بالتربية والتعليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.