حقيقية؛ لم أكن أود أن أتطرق لكتابة أي شيء عن أي شيء. إيماناً مني بأن الأمور تسير عمداً لمجهول لا يعلمه الا الله. إلا أن السؤال الذي أُهِل به هذا المقال هو سؤال ملح كأشطِّ ما يكون الإلحاح.
منذ مدة تزيد عن ثلاثة أعوام تقريباً تمت دعوتي لمؤتمر مصغر أو إحدى الجلسات لشركة تسويقية من نوع التسويق الشبكي وبالتحديد هي شركة ” Q-Net ” فوجئت بعدد لا بأس به من الشباب هناك، بدأ المتحدث باسمهم – الشركة – يعرض جنة التسويق الشبكي على أسماع الحضور الذي آمن آن ذاك بجنة الدجال. ( لا ألقي اللوم أبدا على أولئك الشباب الفاقد للأمل والجدوى من قانون العمل وغيره من الآليات والقوانين التي تدعو للاعمل). استطرد ذاك الدجال ( الذي هو نفسه ضحية لنفس ظروف الشباب المُنسط) وشركته، إلى أن أفرغ وجاء دور الأسئلة. وبدأت أنا الحديث.
في الحقيقة كان الدجال متفاجئاً جداً لأن نمط الأسئلة لم يكن على حسب ما اعتاد سماعه وبالتالي لم يكن مستعداً للإجابة. كان حديثي على حسب ما أذكر كالتالي….
أنتم شركة تسوِّق منتجاً لا يحتاجه المستهلك أبداً. إذ كيف يحتاج المستهلك فلتراً للمياه مثلاً ، يعمل بالبطاريات الجافة ؟؟؟ كم سيكون مكلفاً شحن أو تبديل تلك البطاريات. ( أذكر إبان كنت صبياً كنا نذهب لـ ” المولد ” ذاك المهرجان الهائل من الألعاب وبائعي اللعب والساحر و وو ، كنا نتجنب ما استطعنا شراء الألعاب التي تعمل بالبطارية لأننا لن نستطيع شراء بطاريات كافية لأن تفرغ طاقة اللعب!! فكيف بفلتر مياه؟ ) هذا المنتج يسوَّق بحوالي ستة آلاف من الجنيهات تحول لـ دولار ( 2400 دولار آن ذاك تقريباً ) كي ترسل للشركة. وبهذه الألية تكون أنت أحد عملائها الذي كوَّن شجرة تسويقية.
وبالتالي تنصرف إلى أصدقائك وذويك ومن يثقون بك حد الإيمان فتقنعهم بأن يشترون أيضا منتجاً لا يحتاجونه كي تتربح من اشتراكهم في شجرتك التسويقية وينصرفون هم بدورهم إلى ذويهم وهكذا دواليك،،، بغية تحقيق مكسب سهل يتجاهل مسألة الصدق والصداقة وكل تلك القيم.
يهرب الدولار بلا سقف وبلا رقابة حكومية ولا نفع، حتى أبسط أشكال العمولات البنكية لا تحصِّلها الحكومة أبدا من هذا النوع من الصفقات المشبوهة أخلاقياً واجتماعياً. فكانت أسئلتي تدور في هذا الفلك الذي يؤثر حتما على الأمن القومي. وصار الجميع عازفاً عن التساؤل بعد أن فرغت أنا. وتلعثم الدجال ولم يعد واثقاً كما بدى أول مرة. وأشار عليَّ أن أجتمع بدجال أكبر منه وأقدم وذا شأن في شركة الدجل الكبيرة.
لم تفطن الحكومة حتى هذه اللحظة لمثل تلك الممارسات التي استشرت خلسة أو استشرت إبان نوم الحكومة العميق. فيهرَّب الدولار إلى الأن، وتنفجر الأسعار هنا وهناك ويبدو الجميع في حيرة وبانتظار إجابة…. أين ذهب الدولار ؟؟؟ّ!
شكرآ جزيلا للأستاذ الدكتور عبد الباقى أبو زيد عالم التربية الكبير على عرضه المتميز للمرجع الأمريكى فى التربية والتعليم.
ولكن للأسف معظم الأفكار ..فى رأى ..وطبقا لخبرتى الطويلة فى مجال التربية والتعليم..لا يمكن تطبيقها فى عالمنا العربى..حيث المعلم أو حتى مدير المدرسة لا يجد الاحترام والتقدير المناسب من المجتمع أو الحكومة. والأمثلة كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها.