أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ.
كتب:هاني حسبو.
يقول الله تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )المجادله ٢٠-٢١.
يحذر الله سبحانه كل من تسول له نفسه أن يحاد الله ورسوله ولنستمع لهذه القصة العجيبة:
هذهِ قصة ذكرها الشيخ المُحدث : أبو الأشبال ” أحمد شاكِر ” ( رحمهُ الله ) , فى كِتابه ” كلمة الحق ” صــ 50
يقصُ فيها عاقبة النفاق , وانتقام الله ممن آذى رسوله

يقولُ الشيخ : أحمدْ شاكر رحمه ُالله ( بتصرف)
كان ( طه حسين ) طالبا في الجامعة المصرية القديمة، وتقرر إرساله في بعثة إلى أوربا فأراد حضرة السلطان حسينرحمه الله أن يكرمه بعطفه ورعايته، فاستقبله في قصره استقبالا كريما، وحباه هدية قيمة المغزي والمعنى.
وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف، خطيب فصيح متكلم مقتدر، هو الشيخ محمد المهدي خطيب مسجد عزبان، وكان السلطان حسين رحمه الله مواظبا على صلاة الجمعة.
فصلى الجمعة يوما ما، بمسجد المبدولي القريب من قصر عابدين العامر، وندبت وزارة الأوقاف ذلك الخطيب لذلك اليوم وأراد الخطيب أن يمدح عظمة السلطان، وأن ينوه بما أكرم (طه حسين) وحق له أن يفعل، ولكن خانته فصاحته وغلبه حب التعالي في المدح، فزل زلة لم تقم له قائمة من بعدها.
إذ قال أثناء خطبته ” جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى ”
وكان من شهود هذه الصلاة والدي الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقا رحمه الله فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة، وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها، ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم صلى الله عليه وسلم تعريضا لا تصريحا
لأن الله سبحانه عتب على رسوله صلى الله عليه وسلم حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى، وهو يحدث بعض صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام.
فأعرض عن الأعمى قليلاً حتى يفرغ من حديثه فأنزل الله عتاب رسوله في هذه السورة الكريمة
ثم جاء هذا الخطيب الأحمق الجاهل ، يريد أن يتملق عظمة السلطان رحمه الله وهو عن تملقه غني والحمد لله ، فمدحه بما يوهم السامع أنه يريد إظهار منقبة لعظمته، بالقياس إلى ما عاتب الله عليه رسوله، واستغفر الله من حكاية هذا فكان صنع الخطيب المسكين تعريضا ب صلى الله عليه وسلم لا يرضى به مسلم وفي مقدمة من ينكره السلطان نفسه.
ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى
فأقسمُ بالله: لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين وبعد أن كان متعاليا متنفخا مستعزا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء، رأيتهُ مهينا ذليلا خادما على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار حتى لقد خجلت أن يراني، وأنا أعرفه وهو يعرفني”