أراء وقراءاتاحدث الاخبار

إبنتى العملاقة ” أم مالك ” بقلم: الدكتور حسين ربيع

لاشك عندى انك من هذا الجيل العملاق ان شاء الله…. عملاق فى فكره وفهمه وعلمه المنطلق فى آفاق معرفيه متوسعه من لدن خبير عليم “وانا لموسعون”..

كنت أتصفح صباحا فى شرائح تعليميه تصف الفارق بين التغيير والتحول فى المجتمعات البشرية منذ آدم عليه السلام تبعا  لمنظومة “جريفز” لتطورها….. وفجأة انتبهت الى ان سؤالك بالأمس كان عملاقا يتجاوز الزمن والمعارف .

لم يكن استفسارا بسيطا كما بدى لى من جهلى وافتقارى المتزايد … اذ كلما تعلمت زاد ادراكى بالهوة المعرفية عندى وأسفى على اوقات تضيع منى فى لهو او غفلة…

تصف منظومة جريفز المجتمعات والمنظمات والشعوب انها فى  حالة متغيرة ديناميكية من النظم التى تحتاج الى التطور من حالتها الى حالة اخرى ارقى منها فى التطور الانسانى من حيث التركيب والتعقيد للقيام بوظائف تؤهلها لمهام اكبر وتحديات أصعب .

كما أنها – منظومة جريفز – تعرف “التغيير” فى حياة المجتمعات والمنظمات على انها تعامل الانسان مع الماضى بتجاربه السابقة التى فيها يظن ان الناجح منها يتكرر حتى فى ظروف المستقبل ويصعب عليه حل مشاكله السابقه بمنظور الماضى لأن مشاكله لم يستطع حلها وهو فى ماضى محدود الافق بسلبيات الأمس التى لم يقهرها ولم يتغلب عليها…وقد يغيب عنه ان المستقبل قد يكون اكثر تعقيدا فلن يستطيع حتى أن  يكرر الناجح منها .

اما التعامل مع المستقبل …. فيسميه “تحولا” …. اذا ينظر الانسان الى تحديات المستقبل ويستعد له ويلعب بخياله وابداعاته  ليتحول من من خاسر الى ناجح ….ومن ناجح الى أنجح….. لعل الشريحة المرفقة تلخص مافيها

وبينما الجميع  منهمكا فى الاستماع الى المستفيض من كون “ليس فى الامكان أفضل مما كان” من تجارب معقدة ومركبة يستعصى علينا معرفة تفاصيلها المتغيبة التى واكبت خسائر  الماضى ….. وان نجاحات الماضى لم تنجز المطلوب  بسبب خارجة عن القدرة …… جاء سؤالك البسيط فى جملته ولكنه العميق فى معانيه  والعملاق فى اجتيازه الفجوة الزمنية الرهيبة فى نطاق المعرفة الكونيه وابداعات الانسان المنطلق باذن الله فى كون متسع فسيح

” هل ياعمو تقومون باعداد كوادر للمستقبل؟”

لست متيقنا …. كيف كانت درجة انتباه الحاضرين عن سؤالك العملاق وفكرك النقى؟ … يمثل السؤال نقلة ضخمة  تلفت نظر الجميع ان حل المعضلة ليس فى استعظام عوائق الأمس ولكن … فى الاستعداد للغد !!!! ولكنى يكفينى ان سؤالك يمثل الأمل …. سؤالك هو نور تستضىء به كينونات المستقبل …..بل هو  نار تلتهب فيه معتركات الماضى المنخسف مع مستقبل مستشرف.

وبينما انهمكنا مرة أخرى فى استيضاح الأمر الخطير والسر الدفين من الماضى  …. جاء الهتاف  مستنكرا …”وما جدوى  الكوادر اذا كان قد  عظم النزيف البشرى وفاق ماهو متوفر منه ؟ !!!!.

معذرة اليك …. انها نظرتنا الى الماضى …. الماضى الذي يشعرك بان عجزه ما كان ليتغير …..

ويكأن هذا العجز لايمثل فقر الاستعداد فيما كان  قبل الماضى؟؟؟؟؟!!!!!

ويكأن “وأعدوا لهم ماستطعتم” …. قد نسخت؟!!!

ويكأن “ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ….. ”

ليست فى نطاق سؤالك والرد المبين وجوابك!!!!

ابنتى العشرينية ….. اشعر بعجزى عن شكرك وفقرى عن الارتقاء الى مستوى فكرك …. بارك الله فيك فى أهلك وابنك “مالك” …. لعله يفوق عجزى وافتقارى الى مثلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.