إثيوبيا بين صراعات أمهرة وأزمة القرن الإفريقي: توتر داخلي وخارجي يهدد الاستقرار
تحليل اخباري – وضوح
تشهد إثيوبيا تصاعدًا متزايدًا في التوترات الداخلية والصراعات الإقليمية، مما ينعكس بشكل كبير على استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها. الصراع في منطقة أمهرة بين القوات الفيدرالية وميليشيات فانو المحلية، الذي بدأ في أغسطس 2023، زاد من حدة عدم الاستقرار في البلاد.
وفقًا لتقرير صادر عن Crisis24، الوضع في أمهرة متقلب للغاية، حيث استولت ميليشيات فانو على عدة مناطق في مدن مثل جوندار، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة ووقوع العديد من الضحايا. الحكومة الفيدرالية شنت ضربات جوية في عدة مناطق، مما زاد من تدهور الأوضاع، وسط فرض قيود على الإنترنت وفرض حظر تجول في بعض المدن الكبرى. هذا الصراع المستمر يعزز التوترات العرقية داخل البلاد، وخاصة فيما يتعلق بالتنافس بين المجموعات العرقية حول السيطرة على المناطق الحدودية .
من جانب آخر، أثرت الانتهاكات المرتبطة بحقوق الإنسان بشكل كبير على الوضع الإنساني في إثيوبيا. وفقًا لتقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش، شنت القوات الحكومية الإثيوبية هجمات على العاملين في المجال الطبي في منطقة أمهرة، مما أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية واضطراب في تقديم الرعاية الصحية الأساسية. المستشفيات في المنطقة تكافح لتوفير العلاج وسط الظروف القاسية، حيث يتعرض الأطباء للاعتقال التعسفي بسبب تقديمهم الرعاية لضحايا النزاع، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية .
توتر إقليمي
على الصعيد الإقليمي، تصاعدت التوترات بين إثيوبيا والصومال بسبب اتفاقية مثيرة للجدل بين إثيوبيا وسلطات أرض الصومال. وفقًا لتقرير صادر عن Hiiraan، أثار الاتفاق المتعلق بتأجير جزء من الساحل من قبل إثيوبيا غضب الحكومة الصومالية، التي اعتبرت هذه الخطوة انتهاكًا لسيادتها. هذا النزاع أضاف طبقة أخرى من التوترات الإقليمية في القرن الأفريقي، وزاد من عزلة إثيوبيا على الصعيد الدولي، في ظل انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي بشأن سياساتها الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، اتهمت الصومال إثيوبيا بنقل أسلحة غير مصرح بها إلى منطقة بونتلاند شبه المستقلة، مما أثار غضب الحكومة الصومالية وأدى إلى تصاعد التوترات الدبلوماسية بين البلدين .
هذه الأحداث المتشابكة بين النزاعات الداخلية في إثيوبيا وصراعاتها الإقليمية مع الصومال تلقي بظلالها على استقرار منطقة القرن الأفريقي ككل. تتداخل الصراعات الحدودية مع الأزمات الإنسانية في أمهرة، حيث تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى دوامة جديدة من الصراعات المسلحة.
وفقًا لتقارير عدة، فإن الحكومة الإثيوبية تواجه تحديات كبرى في السيطرة على الوضع الداخلي، خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات الحكومية، بالإضافة إلى الصراعات الحدودية التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها .