أخبار العالم

إثيوبيا وكينيا توقعان اتفاقية دفاعية جديدة لتعزيز أمن القرن الأفريقي

✍️ كتبت: د. هيام الإبس

في ظل تصاعد التحديات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي، أقدمت إثيوبيا وكينيا على خطوة استراتيجية جديدة بتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي هي الثانية من نوعها منذ عام 1963، في مؤشر واضح على تطور العلاقات العسكرية بين البلدين وسعيهما لبناء منظومة أمنية مشتركة قادرة على مواجهة التهديدات الإقليمية.

 بنود الاتفاقية العسكرية

بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (فانا)، تهدف الاتفاقية إلى:

  • تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية
  • إجراء تدريبات عسكرية مشتركة وتبادل الخبرات
  • دعم الصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب، خاصة ضد حركة الشباب الصومالية
  • تأمين الحدود ومعالجة النزاعات العابرة للحدود
  • تطوير آليات استجابة مشتركة في حالات الطوارئ العسكرية

الاتفاقية تؤسس لما يشبه “شبكة أمنية مشتركة” تستفيد من نقاط القوة المتكاملة للجيشين:

الجيش عدد الجنود نقاط القوة
الإثيوبي 140 ألف خبرة قتالية واسعة من الحروب الداخلية والإقليمية
الكيني 24 ألف قدرات بحرية متقدمة وخبرة في بعثات حفظ السلام

 سياق إقليمي معقد

يأتي توقيع الاتفاقية في وقت يشهد فيه القرن الأفريقي توترات متعددة، أبرزها:

  • النزاع الحدودي بين إثيوبيا والصومال بشأن اتفاقية صوماليلاند
  • الجدل المستمر حول سد النهضة مع مصر والسودان
  • توسع النفوذ الدولي، حيث عززت تركيا ومصر علاقاتهما الأمنية مع الصومال
  • تحركات إثيوبية لتوسيع التحالفات العسكرية مع الصين والإمارات
  • تعاون كيني متزايد مع الولايات المتحدة ومشاريع بنية تحتية مشتركة مثل موانئ لامو وبربرة

 أبعاد استراتيجية وأمنية

الاتفاقية تُسهم في دعم جهود الاتحاد الأفريقي لإيجاد حلول أفريقية للتحديات الأمنية، وتُعد توازنًا محتملاً أمام محاور إقليمية متنافسة. ومن المتوقع أن تحظى بدعم غير مباشر من شركاء دوليين مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ضمن جهود مكافحة التطرف العابر للحدود.

ورغم النمو الاقتصادي النسبي في إثيوبيا (7.2% في 2025)، فإن استمرار الإنفاق الدفاعي قد يطرح تحديات تمويلية في ظل الديون الخارجية المتراكمة.

 تحديات التنفيذ

من أبرز التحديات المحتملة:

  • التنسيق البيروقراطي بين جيشين ذوي خلفيات تنظيمية مختلفة
  • الحاجة إلى تمويل كافٍ للمناورات المشتركة
  • احتمال اعتراض أو تحفظ من بعض دول الجوار، خاصة الصومال والسودان

 تعاون أمني طويل الأمد

تمثل الاتفاقية خطوة مدروسة نحو بناء تحالف دفاعي فعّال بين أديس أبابا ونيروبي، مرهون بالثقة المتبادلة والقدرة على تحويل الوثيقة إلى واقع عملياتي. هذا التعاون لن يكون مجرد ورقة أمنية، بل حجر أساس في معادلة الاستقرار شرق أفريقيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى