إجماع عربي فلسطيني على رفض مقترح ترامب تهجير الفلسطينيين

كتب/ هاني حسبو
في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق عن خطط لـ “تهجير”الفلسطينيين من غزة، قائلا إنه “يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع”.
وقال ترامب إنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني المسألة، ومن المقرر أن يبحثها أيضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأضاف ترامب للصحفيين على متن طائرة “إير فورس وان” الرئاسية :“نتحدث عن 1.5 مليون شخص لـ(تطهير) المنطقة برمتها، كما تعلمون، على مر القرون شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة، لا أعرف ولكن يجب أن يحدث أمر ما”.
وأفاد ترامب بأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون “مؤقتا أو طويل الأجل”، مضيفا “أنها مكان مدمر حرفيا الآن، كل شيء مدمر، والناس يموتون هناك”.
وتابع “لذا، أفضّل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام”.
هذا التصريح قوبل باستهجان عربي وفلسطيني واسع جدا
وقوبلت تصريحات ترامب برفض واستهجان عربي وفلسطيني واسع لان خطة ترامب تتوافق مع المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية .
موقف موحد للحكومة الفلسطينية وفصائل المقاومة
رفضت حركة حماس هذا التصريح شكلا وموضوعا وأكدت على “تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفض النزوح والترحيل، ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التأكيد على رفضهما القاطع لكافة أشكال التهجير للشعب الفلسطيني، وإلى دعم حقوقه الوطنية”.
بدورها، عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها الشديد وإدانتها لأية مشاريع تهدف لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وقالت الرئاسة في بيان، نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن “الشعب الفلسطيني وقيادته لن يقبلا بتاتا بأية سياسة تمس وحدة الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية”.
وأضافت: “الرئيس محمود عباس يقوم بإجراء اتصالات عاجلة مع قادة الدول العربية، والأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص، لخطورة تداعياته على فلسطين والأمن القومي لدى دول المنطقة”.
من جانبها، شددت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان صحفي، أن تصريحات ترامب “تتساوق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف”، و”استمرار لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه”.
وأضافت: التصريحات تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه.
ودعت كل الدول وخاصة الحكومتين المصرية والأردنية إلى “رفض خطة ترامب”، وأضافت: نؤكد أن شعبنا بصموده ومقاومته سيفشل هذا المخطط كما أفشل مخططات سابقة كثيرة.
من ناحيتها، أكدت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه، والتي أجمع العالم على أحقيتهم في إقامة دولتهم عليها.
وشددت المركزية، في بيانها ، على أن أهمية أن يواصل الرئيس الأميركي العمل من أجل تثبيت واستدامة وقف إطلاق، وتوفير المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتمكين السلطة الفلسطينية من تولي مهامها كاملة في قطاع غزة، والذهاب إلى صنع السلام الدائم والعادل وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدة على أن تنفيذ حل الدولتين بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية سيوسع نطاق السلام لجميع دول الجوار والعالم.
الموقف المصري
من جانبها جددت وزارة الخارجية المصرية التأكيد على تمسك دولة مصر بـ “ثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية”. منوهة إلى أنها “القضية المحورية في الشرق الأوسط”.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها، إن التأخر في “تسوية” القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، “هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة”.
ونوهت “القاهرة” إلى استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
موقف الأردن
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أكد “موقف الأردن أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير”.
وأشار في تصريح له إلى أن “حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ونتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة وسندعم مساعي السلام في المنطقة”.
وأضاف “أجرينا محادثات بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع”.
مطلوب موقف عربي واسلامي موحد لوقف تصفية قضية فلسطين
تصريحات ترامب حول “تطهير” غزة وما تلاها من ردود فعل تعتبر خطوة تصعيدية على الساحة الفلسطينية والعربية. هذه التصريحات تمثل تحديًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين، خاصة في وقت حساس تمر به القضية الفلسطينية.مما يستلزم موقف عربي واسلامي واضح رافض لحل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية،ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى تقرير المصير والحصول على حقوقهم المشروعة في أرضهم.