كتب: حسام فاروق
قام العشرات من الإسرائيليين،مساء اليوم السبت، للأسبوع السادس على التوالي في تل أبيب، والـ 59 منذ تظاهرهم لأول مرة في السابق في بيتاح تكفا، احتجاجا على ما يصفونه “بالفساد السلطوي”، ورفع المتظاهرون الأعلام الإسرائيلية وشعارات “فاسدون إلى البيت، سنة جديدة فساد قديم، أخوة بالحرب على الفاسدين، مطلوب للتحقيق، لا يمين ولا يسار-إلى الأمام”، مطالبين نتنياهو بالاستقالة.
وكان من بين الذين ألقوا الكلمات الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، عوزي أراد، الذي طالب بالتحقيق في ملف 3000 (الغواصات)، المتورط بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. ووصف أراد الفساد “كالصدأ، يأكل الحديد رويدا رويدا، حتى ينهار”.
وأشار”بمقدور الفساد إسقاط أعمدة العدالة الاجتماعية، الديمقراطية، وكل ما تقف عليه هذه الدولة، ومن هنا تأتي الحاجة لمحاربتها بكل قوة حتى القضاء عليها، صحيح أن الفساد السلطوي يظهر في مجالات مختلفة، إلا أن خطورته غير المعهودة هي وصولها لقلب الأمن القومي الإسرائيلي، حان الأوان ليخضع نتنياهو للتحقيق، أول لمنح إفادة، في ملف 3000 (الغواصات)”.
كما وتحدث موطي أشكنازي الذي قاد الاحتجاجات ضد حكومة غولدا مئير بعد حرب العام 1973، وضابط الشرطة المتقاعد مئير غلبواع، الذي شغل منصب المستشار السابق لمراقب الدولة.
ولم تمنع حالة الطقس الشتوية المتظاهرين، بالتوجه إلى منطقة الوزارات الحكومية، في مسيرة جابت بعض الشوارع في تل أبيب.
وهاجم منظم الاحتجاجات، الناشط السياسي المقرّب من إيهود باراك، إلداد ينيف، المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، “لنيته تأجيل موعد نشر الشرطة، توصياتها بشأن ملف 1000 (الهدايا)، إلى بعد شهرين”، وقال ينيف إن “الشرطة تريد تقديم توصياتها في غضون أسبوع أو اثنين”.
وصرح ينيف وهو يشير إلى مندلبليت “يظن أننا لا نكون في الشوارع، ولكنه مخطأ، سنكون هنا في نهاية كل أسبوع، إنهم يخافون من عشرات الآلاف في الشوارع”.
وملف 3000 (الغواصات)، يعود توقيع إسرائيل على صفقة لشراء 6 غواصات من شركة ألمانية، رغم أن حاجة الجيش كانت لـ 5 غواصات فقط، وبعد مرور وقت اتضح أن محامي نتنياهو الشخصي وابن عمه، هو نفسه محامي مندوب الشركة الألمانية في إسرائيل، لتفوح رائحة شبهات فساد.
أما ملف 1000 (الهدايا) فإن الشرطة الإسرائيلية تفحص، في هدايا ثمينة كان يقدّمها رجال أعمال وأثريا لنتنياهو وأفراد عائلته.