أراء وقراءات

إحترسو..قافلة الثقافة ترجع إلى الخلف !!

 

بقلم/ خالد طلب عجلان

من المعتاد أن تسير السيارة للأمام ، ولكنها أحيانا قد تضطر للرجوع للخلف لتصحيح المسار.

ولأن الرجوع للخلف رغم انه نادر الا انه خطير ،لذلك حرص مصنعي السيارات على اصدار إشارات تحذير بالرجوع للخلف سواء في شكل صوت او إضاءة.

ولكن الغريب أن نرى السيارة تسير للخلف باستمرار ، وما لم نبادر بتنبيه السائق فإن الخطر يطول الجميع بما فيهم السائق .

فقد حصدت مصر جائزة نوبل 4 مرات خلال العقود القليلة  الماضية

بداية من الرئيس الراحل السادات وحصل على جائزة نوبل فى السلام..

وبعدها الكاتب الكبير نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب

وبعدها الدكتور أحمد زويل  في العلوم

ورابعا دكتور محمد البرادعي في السلام .

وهو انجاز ولكنه ليس كبيرا على دولة  مثل مصر

لها وزنها وثقلها فى المنطقة العربية

والقارة الأفريقية بل والعالم كلة

فى القرن العشرين كانت مصر مليئة بالكتاب

والأدباء والمفكرين وكانت المكتبة العربية مليئة بكتب هؤلاء العباقرة

ذهبت وأنا شاب للعمل في الهيئة المصرية العامة للكتاب بكورنيش النيل في فترة التسعينات

وتذكرت أنى تقابلت مع الدكتور سمير سرحان وكان مديرا للهيئة المصرية العامة للكتاب والفنان عبدالغفار عودة نائبا لة.

وكم كنت سعيدا بما رأيت من كتب العمالقة.. توفيق الحكيم يأخذك الى باريس لترى كل شئ ويوما فى يوميات نائب فى الأرياف..والسكرية وقصر الشوق وبين القصريين وبداية ونهاية لنجيب محفوظ بداخلى ومحفور فى ذاكرتى كل مارأيت..

رأيت قلاع شامخة شاهدة على العصر .. وشهد العصر بتفوقها

والأن بعدما انجبت مصر يوسف السباعى وانيس منصور ويوسف ادريس وطه حسين والعقاد واحسان عبد القدوس ومحمد حسين هيكل وعشرات من العمالقة فى اوقات متقاربة.. وتم رحيلهم أيضا فى أوقات متقاربة.

وأتى بعدهم فرسان للكلمة ولكن على فترات متباعدة

كانت مصر رائدة فى العلم و الأدب والفكر والفن والثقافة

كان الذوق رفيعا مهذبا والمظهر راقىا

كنا نعيش الحياة بكافة أشكالها وبحرية تامة

ولكن لا يخدش اللفظ الحياء

كان للغنوة معنى

كانت للكلمة مغزى

كانت الأحلام مشروعة مقبولة مدعومة منك ومني

كان للحياة مذاق كان التسيم عليلا

كان للقمر وجه كانت للشمس دفئ

كان للحياة حياة

كان للوقت ثمن كان للموعد تقدير

كان للحكمة مكان..كان للكاتب قلما

كان للرأى حرية كان للعلم مجالس

كان للثقافة عنوان.

والإن يهتم الشباب بلبسهم وقصة شعرهم ومظهرهم الغريب

أصبح الشباب والفتيات لا ينطقون كلمة باللغة العربية الا نادرا.وكأنها عار أو تخلف

أو لم يعلم أن اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم

فلنحترس جميعا القافلة ترجع للخلف

بعادتنا بقيمنا بتاريخنا بمستقبل أولادنا.

وأصبح من الضروري على المسئولين عن مؤسساتنا الثقافية والإعلامية والتربوية التحرك سريعا  لتوعية شبابنا من خطر يهدد مستقبلهم ومستقبل بلدهم والعمل على عودتهم السريعة للتمسك بقيمنا وهويتنا الأصيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.