الصراط المستقيم

إحذرو ترويع الآمنين..

كتبت / عزه السيد

روى أبو داود عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا))؛ (حديث صحيح؛ صحيح أبي داود، للألباني حديث:4184).

فإن ترويع الآمنين من الاعمال التى يبغضها الله سبحانه وتعالى

روى أبو داود عن السائب بن يزيد، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبًا، ولا جادًّا))؛ (حديث حسن؛ صحيح أبي داود، للألباني حديث:4183).

 

قال الإمام الخطابي رحمه الله قوله صلى الله عليه وسلم: (لاعبًا، ولا جادًّا) معناه: أن يأخذه على وجه الهزل وسبيل المزاح، ثم يحبسه عنه، ولا يرده فيصير ذلك جدًّا؛ (عون المعبود جـ13صـ236).

 

قال الإمام محمد آبادي رحمه الله: وجه النهي عن الأخذ جدًّا ظاهرٌ؛ لأنه سرقةٌ، وأما النهي عن الأخذ لعبًا، فلأنه لا فائدة فيه، بل قد يكون سببًا لإدخال الغيظ والأذى على صاحب المتاع؛ (عون المعبود جـ13صـ236).

روى الشيخان عن جرير بن عبدالله البجلي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع: ((استنصت الناس))؛ (اطلب منهم أن يستمعوا لما أقوله لهم)؛ فقال: ((لا ترجعوا بعدي كفارًا (تفعلون مثل فعل الكفار)، يضرب بعضكم رقاب بعض))؛ (البخاري حديث: 121، مسلم حديث: 65).
روى ابن ماجه عن الصنابح الأحمسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني فرطكم (أي متقدمكم الذي يهيئ لكم ما تحتاجون إليه) على الحوض، وإني مكاثرٌ بكم الأمم، فلا تقتتلن بعدي))؛ (حديث صحيح؛ صحيح ابن ماجه، للألباني حديث:3187).

 

روى الشيخان عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، فقلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: ((إنه كان حريصًا على قتل صاحبه))؛ (البخاري حديث: 31، مسلم حديث: 2888).
قال الإمام النووي رحمه الله: أما كون القاتل والمقتول من أهل النار؛ فمحمول على مَن لا تأويل له، ويكون قتالهما عصبيةً ونحوها، ثم كونه في النار، معناه: مستحق لها، وقد يجازى بذلك، وقد يعفو الله تعالى عنه؛ هذا مذهب أهل الحق؛ (مسلم بشرح النووي 9صـ239).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.