أراء وقراءات

إختفاء خاشقجي..والموقف الرسمي والإعلامي العربي والإسلامي

كتب الدكتور/ محمد النجار

شكلت واقعة اختفاء الصحفي السعودي في القنصلية السعودية باسطانبول أزمة كبيرة للمملكة العربية السعودية والإسلام على نطاق عالمي واسع . وتحدثت كل وسائل الاعلام العالمية على مدار عشر أيام بتفاصيل كثيرة عن هذا الاختفاء.
ومهما كانت مصادر المعلومات المنشورة إلا أن الاعلام السعودي لم يتعرض لهذه المعلومات المنشورة بطريقة تعطي المصداقية بدلا من الاعتماد على المعلومات المنشورة في وسائل الاعلام التركية و الغربية.
و الغريب هو عدم تغطية معظم الاعلام العربي بكافة وسائله لهذه الحادثة التي انتشرت على نطاق واسع ، بينما كل وسائل الاعلام العالمية الاوربية والامريكية قامت بتغطية الحادث لحظة بلحظة ، وخبر بخبر ، مما جعل المواطن العربي حيراناً بين الاعلام العربي الذي لم يأت بشئ ، و مضطرا لمتابعة الاعلام العالمي والفضائيات العالمية التي كان خبر اختفاء خاشقجي يتصدرها .
والأغرب من ذلك أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لم يظهر على الساحة الدولية أو يدلي بتصريح واحد حتى تاريخه (أي بعد عشر أيام من الحادث) رغم أن الحادث دولي ويخص السعودية ، في الوقت الذي ظهر فيه كل وزارء خارجية العالم كله مثل وزير خارجية امريكا وبريطانيا وكل دول الغرب ، بل وتقدم 20 سيناتور في مجلس الشيوخ بطلب للرئيس الامريكي ترامب بالتحقيق في حادث اختفاء خاشقجي .
وظهر اخيرا الرئيس ترامب وقال انه يتابع حادث اختفاء الصحفي جمال خاشقجي ، بل و متأكد ان الصحفي جمال خاشقجي دخل القنصلية السعودية ولم يخرج منها ، وطالب السلطات السعودية بضرورة تقديم جواب عما حدث لجمال خاشقجي . وتصريح الرئيس ترامب يلفت النظر بشدة عما إذا كانت المخابرات الاميريكية قد توصلت لحقائق مؤكدة في هذا الحادث مما جعل الرئيس ترامب يقول انه متأكد من عدم خروج خاشقجي من القنصلية.
كنا نود ان نتلقى الاخبار أولا بأول من وسائل وزراء الخارجية العرب مثلما يتحدث وزراء الخارجية في الغرب ومن الاعلام العربي بمهنية ومصداقية بدلا من الاضطرار الى متابعة أي وسائل اعلام غير عربية ربما تدس علينا ما ليس صحيحا .
وعموما ستضح الحقائق بعد التحقيقات خاصة وأن الرئيس الامريكي اصدر بيانا بأن الولايات المتحدة ستصدر بيانا رسميا عن حقيقة ما جرى للصحفي السعودي .
السؤال المهم الذي يدور في ذهن مواطني العالم العربي هو : لماذا لم يظهر وزراء خارجية العالم العربي بأي تصريحات مثلما ظهر وزراء العالم كله بتصريحات او توجيهات للدفاع عن موقف السعودية في هذه الأزمة؟
وكذلك اين الجامعة العربية التي تدافع عن الدول العربية في مثل هذه الازمات ؟
علما بأن آخر يوم الخميس 11-10-2018 من وكالة رويتر : قالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية “هيذر ناورت” أن السفير السعودي في الولايات المتحدة الامريكية خالد بن سلمان – شقيق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان – توجه الى الرياض وننتظر بض المعلومات عندما يعود .
يَعز على الانسان العربي ان تصل اليه المعلومات وتدور حوله أحداث بلاده ووطنه ويتعرف عليها من وزارات الخارجية في العالم كله ومن كافة وسائل الاعلام دون ان تصل اليه معلومة منطقية من وزارات خارجية وطنه العربي والاسلامي الكبير الذي يحتوي على عشرات لوزرات الخارجية والاعلام ، وكذلك الجامعة ، وكأن الدول العربية بأجمعها لا وزن لها في العالم ، ولا لها علاقات استراتيجية مع الدول كما يسمع منهم مواطنوها ، وأنما علاقات تبعية مهزومة منزوعة الاستقلال ، و تدفع مواطنيها الى التعلق بالعالم وتفقد الأمل في وطنها وأجهزته ووزراته وهذه اخطر قضية سيعاني منها الوطن ربما في المستقبل القريب.
أخيرا نود أن يكون هذا الصحفي لازال حيا حتى تبرأ ساحة المملكة العربية السعودية الشقيقة من كل ما تتداوله وسائل الاعلام العالمية من أنه تم قتل هذا الرجل داخل القنصلية السعودية ، ويريدون من خلاله الى تشويه صورة الاسلام الذي تمثله السعودية بالحرمين الشريفين مكة والمدينة ، وتصمه بالإرهاب الفردي مثلما حدث في احداث 11 سبتمبر ، وبإرهاب الدولة إذا لم تبرأ ساحة السعودية من دم هذا الصحفي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.