السودانشئون عربية

إدريس يستعد لإعلان “حكومة الأمل” خلال 48 ساعة و مشاورات حذرة مع قادة المسار

تمرد داخل المتمردين .. انشقاقات ومقاتلون أجانب يدخلون المشهد

كتبت : د.هيام الإبس

يُنتظر أن يُعلن رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس عن التشكيلة الوزارية الأولى في حكومته الجديدة، المسماة بـ”حكومة الأمل”، خلال 48 ساعة، وسط حالة ترقب واسعة في الشارع السياسي، واهتمام بالغ بالمقاربات الجديدة التي يتبناها إدريس في اختياره للوزراء.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن إدريس سيعلن ما لا يقل عن 14 وزارة في المرحلة الأولى، على أن تُستكمل بقية الوزارات لاحقاً بعد الفراغ من المشاورات.

في ظل تباينات شهدتها اللقاءات مع عدد من القوى، خاصة قيادات الحركات المسلحة التي تمسّكت ببعض الحقائب الرئيسية مثل المالية  والمعادن.

وأكدت المصادر أن المشاورات مع قادة المسار مثل جبريل إبراهيم ومناوي اتسمت بالحدة أحيانًا، لكنها لم تصل إلى حد تعطيل الإعلان، إذ أصر كامل إدريس على منهجية الكفاءة لا المحاصصة، بينما دفعت الأطراف الأخرى بمبررات ترتبط باتفاقية جوبا ومبدأ المشاركة.

ويُتوقع أن تُحسم القضايا العالقة بشكل تدريجي، فيما تراهن الحكومة الجديدة على خروج سياسي يوازن بين الاستقرار والتمثيل دون التورط في تدوير الوجوه.

حكومة بالكفاءة.. لا باللافتات

بالتوازي، أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن فتح باب التقديم للوظائف القيادية، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء الصادرة في 19 يونيو 2025، والتي أكدت أن الاختيار سيتم وفق معايير مهنية واضحة، أبرزها:

عدم الانتماء الحزبي

الجنسية السودانية

إجادة اللغتين العربية والإنجليزية

درجة الماجستير كحد أدنى

خبرة عملية لا تقل عن 10 سنوات

حكومة الأمل بداية التحول

يرى مراقبون أن ما يُحضّر له خلف الكواليس ليس مجرد تشكيل تقليدي، بل محاولة لصناعة نموذج جديد للحكم قائم على المهنية والنزاهة، لكن التحدي الأكبر يكمن في إحداث التوازن بين التغيير الجذري وضغوط القوى المسلحة والسياسية التي لا تزال تحتفظ بأوراق نفوذ حساسة.

مجـ.زرة في صفوف المليـشيا بالنيل الأزرق

من جانبها، تواصل القوات الجوية السودانية، توجيه ضربات قاصمة للمليـشيا في محاور النيل الأزرق، ملحقة بهم خسائر فادحة، وقد استهدفت هذه الضربات مناطق حيوية مثل قوز الجلود والمناطق المحيطة بها.

حصيلة الخسائر البشرية

ووفقاً لمصادر ميدانية، استقبل مستشفى الرنك ما يقارب 150 جريحاً من أفراد المليـشيا خلال الفترة من 27 إلى 29 يونيو 2025، ومن بين هؤلاء، يعاني 20 جريحاً من إصابات خطيرة للغاية، ويتم حاليًا الترتيب لنقلهم إلى جوبا لتلقي العلاج. ويُذكر أن من بين المصابين القيادي المتمرد الصديق، شقيق المتمرد حمودة البيشى.

استهداف مواقع وتجمعات للملـيشيا

في عملية نوعية سابقة، استهدفت القوات الجوية تجمعات للمليـشيا في منطقة أم قرفة (سوق البنزين)، مما أسفر عن تدمير عربتين قتاليتين ومقتل عدد من المتمردين، كما تم تدمير ارتكاز للمـليشيا في قرية منقراء، مخلفًا قتلى وجرحى فى صفوفهم،  وفي هجوم آخر، قُتل حوالي 15 متمرداً في منطقة جبرة الشيخ.

كما شملت الضربات الجوية استهداف تجمعات المليـشيا المتمردة في السوق الشعبي بمدينة أبوزبد، حيث لقي حوالي 35 متمرداً حتفهم.

هزيمة تاريخية لمليشيا الدعم السريع في بابنوسة

أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان صحفي إن الفرقة 22 مشاة بابنوسة تصدت لهجوم عنيف وشنت هجوماً مضادًا أسفر عن سحق مرتزقة المليشيا المملوكة لأسرة دقلو أخوان أمس، حيث تمكنت القوات من تدمير كميات كبيرة من العتاد العسكري والمركبات القتالية التابعة لهم، بالإضافة إلى قتل العشرات من عناصر  المليشيا.

وأشار البيان إلى أن الفرقة 22 مشاة استلمت عدداً من المركبات القتالية بحالة جيدة، ما يعزز من قدراتها القتالية ويمنحها قوة إضافية في ميدان المعركة. وأكد الناطق الرسمي أن روح الجنود المعنوية مرتفعة للغاية، مع عزيمة واضحة على مواصلة الانتصارات وتحقيق المزيد من النجاحات في المواجهات القادمة.

تأتي هذه التطورات ضمن سلسلة من العمليات التي تخوضها القوات المسلحة لتأمين مناطق النزاع ومواجهة الميليشيات المسلحة التي تهدد الأمن والاستقرار في البلاد، حيث أثبتت الفرقة 22 مشاة جدارتها في صد الهجمات وتكبيد العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

تمرد داخل المتمردين

أفادت مصادر متطابقة من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور بوجود أزمة متفاقمة داخل الميليـ شيا المتمردة. تشير هذه الأزمة إلى رفض المجندين الجدد الانخراط في القتال، وهو ما ينذر بحدوث انشقاقات داخلية مع تزايد حدة التوتر والانقسامات.

المجندون يشترطون الرتب العسكرية قبل التوجه للجبهات

ذكرت المصادر أن المجندين، الذين أتموا تدريبهم مؤخراً في منطقة حلوف، رفضوا الامتثال لأوامر التحرك نحو نيالا ومن ثم إلى محاور القتال، وقد برروا موقفهم هذا بعدم منحهم رتباً عسكرية أو أرقامًا تعريفية (نمر عسكرية)، مطالبين بمعاملتهم أسوة ببقية العناصر الموجودة في  الميدان.

اتهامات بـ”التمرد الجديد” ودعوات لتجنيد بديل عاجل

وصفت قيادات بارزة داخل الميليشيا مطالب المجندين بأنها “بداية لتمرد داخلي يجب القضاء عليه فوراً”،  وقد أطلقت هذه القيادات دعوات عاجلة للبحث عن بديل، مع التركيز على تجنيد عناصر من تشاد، ممن يتبعون بشكل مباشر “القائد الثاني للتمرد” الموجود في منطقة الكفرة الليبية.

ومن المتوقع أن يتم الدفع بهذه العناصر إلى السودان خلال الشهر القادم لسد الفجوة الناتجة عن هذه الانشقاقات.

انضمام قيادات من إفريقيا الوسطى يعمق البعد الإقليمي الحرب

وفى سياق متصل، كشفت المصادر عن انضمام الحبو عيسى، رئيس هيئة أركان حركة “سيريري” المعارضة في إفريقيا الوسطى، إلى صفوف الميليشيا المتمردة، وقد تم ذلك في 27 يونيو بمدينة الجنينة، برفقة ثلاثة قادة آخرين هم: آدم إبراهيم، سليمان برمة، وعيسى بحر. يؤكد هذا الالتحاق تزايد التداخل الإقليمي في الحرب ، ويشير إلى سعي الميليـشيا لاستقطاب عناصر من حركات مسلحة أجنبية لتعويض النقص في صفوفها.

تحليق مستمر للطيران المعادي من أراضي إفريقيا الوسطى

كما أوضحت المصادر ذاتها أن الطيران المعادي يواصل عبوره المنتظم من الأراضي الإفريقية الوسطى، مروراً بمناطق أغبش ومناجم سنقو، في طريقه إلى نيالا،  وتحدث هذه الرحلات بشكل شبه يومي، ما يؤكد استمرار الدعم اللوجستي والعسكري الذي تتلقاه الميلـيشيا من جهات خارجية.

الحلو.. لا مكان للجيوش الموازية فى السودان

أكد نائب رئيس تحالف السودان التأسيسي، عبد العزيز الحلو، أن مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ستشهد تحولاً جذرياً في بنية الجيش، حيث سيتم تفكيك الجيوش القائمة وإنشاء جيش وطني جديد يلتزم بالمهنية المطلقة، ويعمل على حماية أمن المواطنين وصون حدود البلاد، مع التزام تام بمبادئ الدستور.

وأوضح الحلو في خطاب مطول نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” أن رؤيتهم تتجاوز مجرد التسويات الهشة أو الحلول المؤقتة، فالهدف الأسمى هو إرساء دعائم دولة حديثة تقوم على أسس راسخة تضمن لكل مواطن سوداني الحرية والعدالة والمساواة التامة، بعيداً عن أي شكل من أشكال التمييز.

مقتل 38 عنصراً من الدعم السريع في حادث انقلاب شاحنة بشرق دارفور

في حادثة جديدة تعكس فوضى التحركات العشوائية لمليشيا الدعم السريع، لقي 38 عنصراً مصرعهم وأُصيب العشرات، إثر انقلاب شاحنة عسكرية كانت تقل أكثر من 170 من عناصر المليشيا والمرتزقة، قرب منطقة الفقوس الواقعة بشرق دارفور.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن الشاحنة كانت في طريقها إلى محور القتال غرب الولاية عندما فقد السائق السيطرة عليها بسبب الحمولة الزائدة والقيادة المتهورة، ما أدى إلى انقلابها بشكل مروّع في منحدر ترابي، وسط تضارب في أعداد الإصابات والضحايا.

وأكدت المصادر أن سيارات إسعاف ومركبات تابعة للمليشيا وصلت إلى موقع الحادث بعد ساعات، وسط حالة ارتباك وفوضى داخل صفوف القوة المنكوبة، في وقت تشير فيه تقارير أولية إلى أن بين القتلى عناصر غير سودانية من المرتزقة الأفارقة.

وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد التقارير الميدانية عن الإنهاك الميداني الذي تعاني منه المليشيا، نتيجة الزج بعناصر غير مدربة في خطوط المواجهة، واستخدام وسائل نقل غير مؤهلة لنقل هذا العدد الكبير من الأفراد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى