“إذا لم تكن معي، فأنت ضدي!”.. عبارة تفضح الاستبداد الفكري

بقلم / حسن السعدني
في عالمٍ اشتد فيه ضجيج الرأي، وتكاثرت فيه المنابر، وتعالت الأصوات لا طلبًا للحق، بل تزاحمًا على النفوذ، برزت ظاهرة فكرية خطيرة تتبناها بعض العقول الضيقة: “إذا لم تكن معي، فأنت ضدي!”
أي فكرٍ هذا الذي يختزل البشر في لونٍ واحد، ويصنفهم إما مؤيدًا مطبّلًا، أو معارضًا معاديًا؟!
كأن العقول لم تُخلق لتفكر، ولا الضمائر لتختار، بل خُلقت لتردد ما يقوله “هذا” أو “ذاك”!
وكأن الخلاف جريمة، والاختلاف خيانة، والحياد ضعف، والتأمل رجسٌ من عمل المترددين!
Table of Contents
Toggleبين حرية التعبير ومصادرة الوعي
إن سياسة “إذا لم تكن معي، فأنت ضدي” ليست دفاعًا عن الرأي كما يُزعم، بل هي استبداد فكري مغلف بشعارات الولاء والانتماء، تُضيق على مساحات الحرية، وتُقصي كل من يحاول التفكير خارج السياق المألوف.
من لا يُصفّق لك يصبح خصمًا،
ومن لا يهتف باسمك عدوًا،
ومن يناقشك بلطف يوضع في خانة المشكوك في نواياه!
مشهد مضيء في قلب الواقع
لكن، في المقابل، يسطع مشهد حضاري مضيء يستحق التوقف عنده.
إن اللقاءات الدورية التي يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشباب وصناع القرار، وسماحه لهم بطرح آرائهم، واعتراضاتهم أحيانًا، على الهواء مباشرة، تُعدّ نموذجًا مشرفًا لقيادة تؤمن بأن الأوطان لا تُبنى برأي واحد.
هذا الانفتاح ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو رسالة عملية بأن الدولة التي تستمع لشبابها لا تخشى من الكلمة، ولا تتهرب من النقاش، بل تعي أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، بل يُثري الحوار، ويغذي الفهم الوطني، وينبت في تربة الوطن سنابل التعدد والتكامل.
دعوة إلى نضج فكري ووطني
يا هؤلاء…
من ظن منكم أنه وحده على صواب، فقد ابتلع الحقيقة في ظلمة الغرور، وأسقط نفسه في فخ الكِبر العقلي وضيق الأفق.
دعونا نكسر هذا الحاجز البغيض، ونتبنّى فكرًا أرقى:
“إذا لم تكن معي، فأنت لست ضدي… بل قد تكون صوتًا آخر للحكمة، ونغمة مغايرة في سيمفونية الوطن.”
ختامًا…
ليس من خالفني خصمي، ولا من عارضني عدوي؛ إنما العدو الحقيقي هو الجهل، والتعصب، وضيق الأفق.
استقيموا… وتعلّموا من قائدكم.