السودانشئون عربية

إرتفاع عدد النازحين في معسكر زمزم إلى مليونَي شخص وتدهور الخدمات الصحية بالفاشر

بقلم: د. هيام الإبس

أعلن رئيس الإدارة العليا لمعسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حسن صابر جمعة، أن الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على نحو 60 قرية في ولاية شمال دارفور تسببت في ارتفاع عدد النازحين بالمعسكر إلى مليوني شخص. وأوضح صابر، خلال اجتماع مع المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور، أن هذه الزيادة الكبيرة فاقمت من نقص الخدمات الأساسية داخل المعسكر.

تدهور الوضع الصحي وندرة الإمدادات

من جانبه، أكد المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور، إبراهيم عبد الله خاطر، أن الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع تسبب في حرمان المواطنين من الخدمات الصحية والإنسانية الأساسية. وتعهد خاطر بتوفير بعض الأدوية الضرورية، وتقديم الأغذية العلاجية للأطفال، بالإضافة إلى إجراء مسح تغذوي لاكتشاف حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، فإن أكثر من 200 مرفق صحي في المدينة بات معطلًا، وتعاني المستشفيات من نقص في الكوادر الطبية والإمدادات الأساسية المنقذة للحياة.

تصاعد العمليات العسكرية في الفاشر

تشهد مدينة الفاشر، التي تضم معسكر زمزم، مواجهات عسكرية بين القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة ضد قوات الدعم السريع. وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن العمليات مستمرة في جنوب وشرق وشمال المدينة، مشيرةً إلى أن القوات المسلحة والمشتركة تسعى للسيطرة الكاملة على المدينة وإنهاء معاناة المواطنين جراء القصف المدفعي والحصار.

في المقابل، دفعت القوات المسلحة السودانية بتعزيزات عسكرية خلال اليومين الماضيين، وأعلن قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أن العمليات العسكرية ستنتقل إلى الفاشر وشمال دارفور لاستعادة كافة المناطق من قوات الدعم السريع.

أزمة إنسانية حادة وندرة في المواد الأساسية

نتيجةً لتصاعد الوضع العسكري، يواجه سكان الفاشر أوضاعًا إنسانية قاسية، حيث يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، بما في ذلك الدقيق، البقوليات، السكر، والأدوية الضرورية. كما أن إغلاق الطرق وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية أدى إلى تفاقم الأزمة.

تهديد الطائرات المسيرة وتصعيد الهجمات

تزامنت التطورات في الفاشر مع تقارير عن استخدام قوات الدعم السريع طائرات مسيرة طويلة المدى، وهو سلاح حديث يمثل تهديدًا للمدن والمناطق الحيوية في أقصى شمال السودان. وقد كثفت القوات المسلحة والمشتركة انتشارها في صحراء شمال دارفور خلال الشهرين الماضيين لقطع خط إمداد قوات الدعم السريع من ليبيا، في ظل استمرار العمليات العسكرية النشطة في المنطقة.

الهجمات على الولاية الشمالية ونهر النيل

في سياق متصل، نفت لجنة أمن الولاية الشمالية الأنباء المتداولة حول استهداف طائرات مسيرة لمحليتي دنقلا والدبة، مؤكدةً استقرار الأوضاع الأمنية. وأوضح مدير شرطة الولاية، اللواء شرطة محمد علي الحسن الكودابي، أن الأجسام المضيئة التي شوهدت في سماء الولاية تخضع للفحص من قبل الجهات المختصة في القوات المسلحة.

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لأجسام مجهولة حلقت في سماء دنقلا والدبة، ما أثار حالة من الذعر بين المواطنين. كما تعرض سد مروي لهجمات متكررة بالطائرات المسيرة خلال الشهرين الماضيين، ما أدى إلى استهداف منشآت حيوية.

وفي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، تمكنت المضادات الأرضية صباح الأربعاء من التصدي لهجوم مسير جديد دون وقوع خسائر.

الوضع الصحي في السودان تحت الضغط

وسط استمرار الصراع، يشهد القطاع الصحي في السودان انهيارًا كبيرًا. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 70% من المرافق الصحية في البلاد خرجت عن الخدمة، مما يحرم ملايين المواطنين من الرعاية الصحية الأساسية. كما وثقت المنظمة نحو 150 هجومًا على المرافق الصحية منذ اندلاع الحرب، وسط مخاوف من أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.

ورغم جهود المنظمات الإنسانية في إيصال المساعدات الطبية، فإن انعدام الأمن وصعوبة الوصول يعقدان المهمة، مما دفع الأمم المتحدة إلى تجديد مناشدتها لأطراف النزاع بضرورة تأمين وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن ومستدام لحماية المدنيين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.