قال الدكتور حاتم زاهر، استشارى طب نفس الأطفال والإرشاد الأسرى، إن مرض “فرط الحركة وتشتت الانتباه” من الأمراض المنتشرة جدا فى المجتمع المصرى، فى ظل عدم اعتراف المواطنين به تمهيدا لحل المشكلة قبل الوصول إلى قلب المخاطر.
وأضاف زاهر، أن “فرط الحركة وتشتت الانتباه” وصلت نسبته فى بعض المناطق فى مصر إلى 20% بمعدل 20 طفل بين كل 100 طفل، لذلك يعد أكثر الأمراض انتشارا فى المجتمع فى الوقت الحالى، مبينا أن الطفل المصاب بهذا المرض الخطير يوصف بأنه “الطفل كثير الحركة.. قليل الانتباه.. المندفع”.
وكشف استشارى طب نفس الأطفال، عن أعراض مرض “فرط الحركة”، المتمثلة فى كثرة الحركة لدى الطفل الأمر الذى يصعب السيطرة عليه، ويتسم أيضا بالعنف الشديد حيث إنه عندما يدخل مكان يحوله إلى حطام، وهذه الأعراض تختلف عن “الشقاوة” التى يمكن السيطرة عليها من قبل أفراد الأسرة سواء بالكلام أو غيره.
وأشار حاتم زاهر، إلى أن أطول وقت يمكن للطفل المصاب بمرض “فرط الحركة” أن يركز عليه فى شئ واحد لا يتعدى ثلاثة دقائق، لأن ذاكرته ضعيفة وليس لديه فرصة لاستيعاب الأمور ويخزنها ثم يتذكرها، موضحا أن أسباب الإصابة بهذا المرض الخطير، يمكن أن ترجع إلى أسباب وراثية منذ البداية عن طريق الأب أو الأم، أو تعرض الأم إلى بعض الإشعاعات أثناء فترة الحمل، أو زيادة نسبة إفراز بعض الهرمونات مثل الأدرينالين والفيروكسين خلال الحمل، كما أن نقص الأكسجين للطفل أثناء الولادة المتعثرة نتيجة عدم الخضوع لطبيب ينتج عنه “فرط الحركة للطفل”.
وكشف خلال حواره ببرنامج “أطفال ولكن” المذاع عبر قناة المحور، عن أن بعض الأمهات تشكو كثرة حركة جنينها داخل بطنها أثناء فترة الحمل فى الشهور الأخيرة لها بشكل مبالغ فيها، رغم أن الطفل حركة الطفل الطبيعى تصل إلى 20 مرة فى اليوم، وتابع: “أى حركة تحدث للأم وهى خارج المنزل أو عندما تسمع موسيقى، يتحرك الجنين داخل البطن كثيرا، وعندما يولد يصبح “زنان” ليل نهار، ولا ينام مثل الأطفال العاديين، كما أن الطفل المصاب يتأخر فى الكلام، ومع مرور الوقت من عمر الطفل يصبح الطفل عنيف وملول وليس لديه صبر على أى شئ علاوة على العناد الذى يسيطر عليه، وحذا بالقول: “الطفل المريض بفرط الحركة بمثابة قنبلة موقوته داخل المنزل يصعب السيطرة عليه على الإطلاق”.
وأكد الدكتور حاتم زاهر، أن مريض “فرط الحركة” الذى يذهب إلى المدرسة، لا يركز فيما يقال أو يترك زملائه يركزون فى كلام المعلم داخل الفصل، لأنه يعمل على تشتيتهم بكل الطرق، لذا مستوى دراسة هذا الطفل ينخفض دئما، محزرًا من عدم علاج هؤلاء الأطفال منذ الصغر، لأن هذا الطفل سيتحول فى الكبر إلى شاب لديه اضطراب فى الشخصية، وتقلب المزاج، مستكملا: “الطفل المريض بفرط الحركة يقلده الأطفال الآخرين فى الأسرة، لذلك يعد المرض معدى بالأعراض”، ونصح الأسر بضرورة الاعتراف بالمرض فى البداية كمرض، والذهاب إلى طبيب نفسي على الفور لتلقى العلاج، ولاسيما أن هناك أدوية عالمية خرجت مؤخرا تعالجه.