إسرائيل تبدأ عدوانًا عسكريًا واسعًا شمالي الضفة الغربية

كتب – محمد السيد راشد
في مشهد جديد من التصعيد المستمر، أقدمت إسرائيل على إطلاق عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد أيام قليلة من خرقها لاتفاقيات وقف إطلاق النار. هذا العدوان الذي يصفه الفلسطينيون بالغاشم، يعكس استمرار سياسة الاحتلال في استهداف المدنيين ومؤسساتهم، ويزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في المنطقة.
تفاصيل العملية العسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”، بالتعاون مع قوات حرس الحدود، بدء عمليات موسعة تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”. البيان الرسمي أكد أن الهدف هو منع ما وصفوه بـ”تجذر الإرهاب”، فيما أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن العملية ستستمر عدة أيام وتشمل قرى شمالي الضفة مثل طوباس وطمون، حيث تنفذ القوات عمليات تفتيش واعتقالات مبنية على معلومات استخباراتية.
اقتحامات ومداهمات
وسائل إعلام فلسطينية أفادت بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدات طوباس وعقابا وطمون، ونفذت مداهمات واسعة للمنازل، وأجبرت العديد من العائلات على المغادرة، كما حولت بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية. هذه الإجراءات أثارت حالة من الذعر بين السكان، وأدت إلى تعطيل المدارس ورياض الأطفال حفاظًا على سلامة الطلبة والعاملين، وفق ما أعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس.
تعطيل المؤسسات والخدمات
محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد أعلن تعطيل كافة المؤسسات الحكومية والخاصة، في ظل استمرار العمليات العسكرية. هذا القرار يعكس حجم الخطر الذي يواجهه السكان المدنيون، ويؤكد أن العدوان الإسرائيلي لا يستهدف فقط الأفراد بل يمتد ليشل الحياة اليومية في المنطقة.
خلفية التصعيد
منذ مطلع العام، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية تحت اسم “السور الحديدي”، استهدفت مخيمات اللاجئين شمالي الضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاد العشرات وإخلاء ثلاثة مخيمات من عشرات الآلاف من سكانها في طولكرم وجنين. تقرير حديث لمنظمة “هيومان رايتس ووتش” كشف أن أكثر من 32 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسرًا نتيجة لهذه العمليات.
تصاعد العنف في الضفة وغزة
العنف في الضفة الغربية يتصاعد بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ أكتوبر 2023. وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن أكثر من ألف فلسطيني قتلوا في الضفة الغربية برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بداية الحرب، فيما تشير الأرقام الرسمية الإسرائيلية إلى مقتل 43 إسرائيليًا في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة نفسها.



