إعجاز القرآن في كشف منطقة الكذب بالإنسان
بقلم / د.محمد النجار
في دراسة حديثة نشرتها الصحيفة الفرنسية الشهيرة «لوموند» عن حالة الإنسان الكذاب تقول الدراسة : أنه تم تصوير المخ بالرنين المغناطيسي لدى الاشخاص الذين اعتادوا الكذب ، وتبين ان عملية الكذب هي عملية عقلية معقدة للغاية ويستهلك فيها الإنسان الكاذب مساحات كبيرة داخل المخ في القشرة التي تغطي القسم الأمامي من الفص الجبهي للمخ، حيث أن هذه المنطقة المعنية بالوظائف والأنشطة الإدراكية، خاصةً المعقدة منها. وأن هذه القشرة تتكون من مادتين، مادة بيضاء اللون ، وأخرى رمادية .
وأثبتت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يمارسون الكذب كعَرض مَرَضِي ترتفع لديهم مساحة المادة البيضاء بمعدل 25.7% على الأقل في قشرة المخ، كما تنخفض لديهم مساحة المادة الرمادية بمعدل 14.2% وذلك مقارنة لدى الاشخاص الأسوياء ، وأكدت الدكتورة ” يالينغ يانغ” وهي احدى القائمات على الدراسة: ” أن الكاذبين لا يستطيعون دائما قول أشياء غير حقيقية بصفة مستمرة ، وبالتالي يقعون في تناقضات تكشف كذبهم ، وبالتالي يلجأون الى المناورة لمحاولة تغطية الكذب ” .
وأضافت الى ذلك أن الكاذبين يعترفون بأنهم يخدعون الاخرين ، فهم منحرفون ووقوحون في سلوكهم وفي نفس الوقت يكونوا هادئين وطبيعيين وهم يكذبون . وباستعراض تلك النتائج العلمية التي تتحدث عنها الدراسة الفرنسية المذكورة يتبين أن عملية الكذب تصدر من مركز الادراك في الجزء الامامي من الجبهة في الرأس وهي المسماة ((بالناصية)) .
وسبق أن قدم عالم كندي بحثا في مؤتمر طبي عُقد بالقاهرة ، وقد ورد ذكره في كتاب “وغداً عصر الإيمان” للشيخ عبد المجيد الزنداني جاء فيه :
لقد تأكد لنا منذ خمسين سنة فقط أن جزء من المخ الواقع تحت الجبهة مباشرة في الرأس المسمى “الناصية” هو المسئول عن الكذب والخطأ، فهو مصدر اتخاذ القرارات .. فلو قطع هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه لا تكون له إرادة مستقلة ولا يستطيع أن يختار…. ولأنها مكان الاختيار قال الله تعالى : (لنسفعا بالناصية) أي نأخذه ونحرقه بجريرته … وبعد أن تقدم العلم أشواطا وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف وصغير (بحيث لا يملك القدرة على قيادتها وتوجيهها) .
وقد اكتشف علماء الغرب “غير المسلمين بما لديهم من احدث الاجهزة العلمية والاستكشافية واجهزة الرصد والاشعة المقطعية والرنين مغناطيسي وغيرها.. أن جبهة الانسان هي المسئولة عن اتخاذ القرارات ، وهذا يدل على ان في هذه الناصية مركز الاختيار ، وهي المسئولة عن الكذب والخطأ ، وهذا يتفق مع النص القرآني الصريح في وقد ذُكِرَتْ الناصية بالنص في أول سورة أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات وهي “سورة” إقرأ” :
((كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة))سورة العلق
بل وترد في موضع آخر في القرآن الكريم :
( إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم) سورة هود 56
وجاء في الحديث الشريف: “اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك”.
انه ديننا العظيم الذي أَرسل اللهٌ به خاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، واختار أمته لتتشرف بوظيفة الانبياء الى يوم الدين ، وأيدها سبحانه وتعالى بتلك المعجزات الباهرة الباهرة المتجددة في القرآن الكريم لتظل شاهدة على صدق الرسالة والرسول وشاهدة على امته التي يجب ان تكون أمينة في الدعوة الى الله بهذا الدين العظيم ،
(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ))
﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾.
وقد جعل الله نصرة هذه الأمة عندما تؤدي تلك الرسالة الآلهية التي تنقذ البشرية ، وترفع راية التوحيد في ارض الله في كل مكان ..
نسأل الله ان ان ينصر هذه الأمة ، وأن يعيدها الى دينها وقرآنها ونبيها ، وان يولي عليها خيارها وأن يكف عنها شرارها حتى تنهض من جديد .