إعصار دانيال في ليبيا و طريق العودة الى الله

بقلم / ممدوح الشنهوري*
من أكثر المشاهد مأساوية علي القلب في إعصار ” دانيال” بليبيا، والذي خلف الألاف المفقودين والقتلي، وخاصة في مدينة درنة شرقي ليبيا، لإنها هي أكثر المدن التي دمرها الإعصار تدمير تام، حد إختفاء 25 ٪ من ملامحها نهائيا.
والمشهد المؤثر أثناء إنتشال رجل من مدينة درنة شرقي ليبيا لجثث شقيقة وزوجتة وأولاده من تحت أنقاض منزلهم بسبب تدميره ، من جراء الإعصار، تحدث بوصيته لليبيين بلزوم البعد عن الحرام وإتباع الحلال حين قال ( عليكم بالحلال وخطوا الحرام .. قولوا يا رب ) .
وحين رددها هذا الرجل الملكوم في أهله، أيقنت ان حديثه ليس موجه لليبيين فقط، ولكن أيقنت وكأنه يريد أن يقولها لكل مسلم في الوطن العربي، ان يتقي الله في نفسه وأهله ووطنه.
بلا شك ان ما حصل في ليبيا ومدينة درنة من دمار وخراب أمحي معالم المدينة نهائيا بين عشية وضحاها هو رسالة من الله بالعوده الي طريق الحق والعدل والي شريعته ودينه. بالبعد عن الظلم والقهر وإتباع الشهوات والذي إنتشرت ظاهرتها مؤخرا في العديد من دول العالم الإسلامي بكثرة، مما أثر علي أثر علي التمسك بالقيم والأخلاقيات الإسلامية السمحة والتي أوصانا بها ديننا الحنيف .
و يعد إعصار دانيال هو الأول من نوعة في الشرق الأوسط، الذي خلف هذا الكم من الخراب والدمار بهذه الصوره المأساوية في مدينة درنة بليبيا، لإنني لم نسمع عن هذه الإعصارات المميتة والمدمرة من قبل، الإ في دول الغرب مثل إمريكا وغيرها. ولكن ظهوره في الشرق الأوسط بهذه الطريقة المدمره، تستدعي الوقوف لحظات في حكمة الله فيها. ولنتعظ بما رأيناه بأعيننا في قدرة الله فينا إن ارد بنا سوء، لما هو قادم في حياتنا ، إذا لم نتبع تقواه في كل صغيره وكبيره نمر به في حياتنا بالكف عن ظلم أنفسنا قبل ظلم الغير.
لإننا إذا لم نعود الي الله وطريق الحق والعدل بيننا وبين أنفسنا نحن المسلمون قبل الغير، فلا شك أن عذاب الله شديد، وتعددت صور العذاب في القرآن بطرق شتي ك الطوفان والريح والخوف، وقد جعلها الله سبحانه وتعالي محفوظة وموجودة في القرآن الكريم الي يوم القيامة لتكون آيه أمامنا نتعظ بها في كل وقت وحين.
فهل آن الآوان ان يعود المسلمين الي طريق الحق والكف عن الظلم والحروب بينهم وبين بعضهم البعض كما يحدث في العديد من الدول العربية الآن.
*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان