أراء وقراءات

إعلامية سعودية تعتزل وترتدي النقاب

بقلم الدكتور /محمد النجار

رغم الأضواء والشهرة والأموال التي تتدفق على الفنانين والاعلاميين إلا أن قصصا تُنشر بين الفينة والأخرى تشير الى ان هؤلاء الاعلاميين ليسوا سعداء بالصورة التي قد يراها المشاهدون ، فالسعادة ليست في الشهرة والاضواء والقصور والفلل وانما السعادة تكمن في الأمان الذي يشعر به الانسان حتى لو كان ساكنا في كوخ ولا تتأتى هذه السعادة سوى في الإيمان بالله الذي يملك خزائن السعادة والسرور .

وتصديقا لكلماتي هذه ! أنقل لكم ما نشرته الاعلامية والفنانة السعودية ((نصرة الحربي )) أمس السبت 01-12-2018م بحسابها الرسمي على موقع التواصل “سناب شات” مقطعًا مصورًا تعلن فيه اعتزالها الفن والشهرة والاضواء والاموال وتعود الى الله وترتدي الحجاب، وتقول أنها اتخذت قرار اعتزالها وارتدائها الحجاب، ثم النقاب عن اقتناع كامل.
وأردفت “نصرة الحربي قائلة: ” نسترجع مع بعض أنا وأنتم ذكريات فرحي الجميل مع حبيبي، الله يحفظلي إياه وربي يخليلي إياه يارب.. اللي من يوم ما رجع لحياتي صارت حياتي أجمل، الحمد لله بفضل الله عز وجل”.
واستطردت الإعلامية السعودية المعتزلة:
” ورضيت بالقليل لحد ماجاني الكثير الحمد لله.. وصرت إنسانة من أحسن لأحسن تحجبت، وصرت منتقبة الحمد الله عن اقتناع…. الله يحفظلي أهلي وأسرتي وزوجي وعيالي ويخلينا يارب ويبعد عنا كل عين”، ثم تشكر كل الذين كانوا يدعون لها بالهداية والرجوع الى الله..
لقد تأملت تلك الكلمات الرائعة من هذه الاعلامية والفنانة التي كانت محاطة بالشهرة والاضواء وكانت تتدفق عليها الاموال بالريال والدولار وتقيم في القصور لكنها كانت تفتقد للسعادة الحقيقية ، كما كانت تفتقد الى الأمان والراحة النفسية التي لم تجدها سوى بعد الاعتزال والعودة الى الله وارتدائها الحجاب ثم كانت الخطوة التالية الاقوى وهي ارتدائها النقاب عن قناعة وشعورها بأنها صارت الى الله أقرب وعادت اليها الطمأنينة والسكينة وحب والديها واهلها واولادها .
فهل تكون لنا هذه القصة مثالا حيا واقعيا نتعرف من خلاله ان المال والشهرة والظهور في المجتمع مستحيل تحقق السعادة الحقيقية التي يطمأن من خلالها الانسان على حياته وأسرته واولاده ، فكما تقدم عمر الانسان عام ربما زادت شهرته ، كما زاد رصيده في البنوك من الدولارات والريالات والاسترلينيات والجنيهات والدينارات وكل الدراهم لكن هذه كله على حساب رصيد حسناته الذي يتناقص وسعادته التي تضيع وعلى اولاده واسرته الذين يفقدهم في الدنيا وحتما في الاخرة إلا أن يتغمده الله برحمة من عنده .
فلا تبحثوا اخواني وأخواتي عن السعادة في المال والشهرة والقصور وانما ابحثوا عنها في التوبة والرجوع الى الله ، والطمأنينة في كنف الله ، والرحمة في القرب من الله ..
اللهم ارزقنا توبة صادقة نلقاك بها وأنت راض عنا ، وازقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.