أراء وقراءات

إغتصاب العقول

بقلم/ محمد الخمَّارى

اغتصابُ العقولِ أقبحُ وأشنعُ مِنْ اغتصابِ الأموالِ والمُمتَلَكاتِ والأعراضِ وهذا مِنْ الملاحظاتِ البديعيةِ التى ثبتتْ بالاستقراءِ والتتبعِ لآثارِ الإنسانيةِ والبحثِ فى علومِ الذاتِ حينما تكونُ الأرضُ خِصبةً لزراعةِ بذورِ الفسادِ وعجينةُ تربتِها لا تمنعُ أيدى العابثين حينها تُنْحَرُ الأوطانُ بخناجرِ أبنائِها العجزةِ العالةِ على عواتقِ المخلصين  فهم أشبهُ بالشِّيصِ من التمرِ ( بلح ردئ بلا نواة )  شبابٌ رخويون أجسادٌ بلا عظامٍ أفئدتُهم تهوى همجيةَ بلادِ الغربِ بل يشربون أبوالَهم ويتبركون برجسِ عرقِهم وأفكارِهم،

وهذا الصنفُ المُطوَّرُ جينياً للأسوءِ يجبُ إيقافُه وإيقافُ استنساخِهِ فشبابُ الأمسِ القريبِ هم أباء اليوم الحَضين لا يشغلهم سوى انتفاخ بالونة بطونهم والنوم فى القيلولة وطرقعة حبَّات اللُّبِّ مساءً أمام شاشات التلفاز يقضُمون أظافرَهم الملوثةَ على نغمات كركرة النارجيلة  (الشيشة ) وكذلك الطالبُ المحتالُ فى الامتحانِ بمباركةِ أبيهِ وذويهِ هو طبيبُك مستقبلاً وتلميذُ اليومِ هو وزيرُ الغَدِّ فنحنُ بلدٌ لا يملكُ حكومةً مأجورةً مُرْتَزَقَةً جاءتْ لإدارةِ شُؤونِنا من بلادِ الواق واق أو مِنْ بلادِ ما وراء النَّهر حتى نلقىَ فشلَنا على كاهلِها كلما ضاقتْ دنيانا فنجاتُك بيدِكَ .

حذاري ثم إيَّاكَ أن تُحرِّكَ حاجبيك مندهشاً حينما ترى مؤسساتٍ حكوميةً صوريةً فى براويزَ خرسانيةٍ عاريةٍ من خدمةِ الوطنِ والمواطنِ فقدْ سبق فطامُها مِنْ قبلُ بين أُسرةٍ ممزقةٍ يتبادلون أطرافَ الحديثِ بينهم بغضاضةٍ ومشاعرَ باردةٍ ثُمَّ يهزؤون بعُقدَةِ الخواجةِ.

إغتصاب العقول 2
محمد الخمَّارى
كاتب صحفي وخبير استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.