إقالة سفيرة إسرائيل في الصين بسبب انتقادها حكومة نتنياهو خلال احتفال رسمي

Table of Contents
Toggleيديعوت أحرونوت: صدمة في الخارجية الإسرائيلية.. وانفصال بين السلطة والشعب
كتب / محمد السيد راشد
في تطور غير مسبوق، قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهاء مهام سفيرتها في الصين “إيريت بن آبا”، بعد إلقائها خطابًا ناريًا خلال احتفال يوم الذكرى في سفارة إسرائيل ببكين، شنّت فيه هجومًا علنيًا غير معتاد على حكومة بلادها، في خطوة أثارت دهشة وارتباك الأوساط الدبلوماسية والسياسية الإسرائيلية.
خطاب سياسي استثنائي أمام الجالية الإسرائيلية في بكين
السفيرة “بن آبا”، وهي دبلوماسية مخضرمة تحظى بتقدير كبير، استخدمت كلمتها في الاحتفال الرسمي لتوجيه انتقادات حادة للقيادة السياسية في إسرائيل، معتبرة أن البلاد تعيش حالة من “الانفصال بين السلطة والشعب”، وأن الديمقراطية الإسرائيلية قد انهارت بالفعل.
وقالت في خطابها:
“قصة الديمقراطية توقفت في 7 أكتوبر… رأينا ذعرًا وفوضى، لكن أيضًا تعبئة شعبية لحماية الدولة من أجل حقنا في أرض كنا نظن دائمًا أنها لنا، ليس فقط بالحق التاريخي، بل بقوتنا التنظيمية والاقتصادية والسيادية.”
انهيار العلاقة بين الحكومة والمجتمع
أبرز ما أثار الاستياء داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية هو تصريحات السفيرة التي قالت فيها:
“قبل الحرب كانت أسس الديمقراطية الإسرائيلية على وشك الانهيار، ولكن بعد الحرب انهارت السيادة، ومعها انهارت العلاقة بين الحكومة والمجتمع.”
وأضافت:
“كيف حدث أن قادة إسرائيل وأعضاء الكنيست الذين انتخبناهم أصبحوا قساة القلب؟ لا يسمعون صرخات أهالي الضحايا، والمختطفين، ومصابي الصدمات؟”
انتقادات حادة للحكومة وسط تفاقم الكراهية والانقسام
تابعت السفيرة هجومها قائلة:
“أصبحنا أكثر انقسامًا وكراهية ويأسًا من أي وقت مضى… كيف أصبح واقعًا لم نكن لنقبله في الماضي هو القاعدة اليوم، دون ضجة أو مقاومة؟ لقد أصبحنا بلدًا مختلفًا.”
كما عبّرت عن صدمتها من تفشي معاداة السامية عالمياً، قائلة:
“في عامنا الـ77، في قلب الدولة التي كانت من المفترض أن تكون الملاذ الآمن لليهود، اهتزّ الشعور بالأمان.”
الخارجية الإسرائيلية ترد: “لا يحق لسفيرة أن تتحدث بهذه الطريقة”
أثار الخطاب ردود فعل غاضبة داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث قال مصدر رسمي:
“هذه ليست كلمات يجب أن تصدر عن سفيرة، خاصة في مناسبة رسمية كاحتفال يوم الذكرى.”
وكان أحد المواطنين الإسرائيليين الحاضرين في الحفل قد تقدّم بشكوى رسمية إلى مقر وزارة الخارجية في القدس، مما دفع الوزارة إلى استدعاء “بن آبا” لمقابلة مع المدير العام “عيدان بار-تال”، حيث تقرر إنهاء مهامها قبل موعد تقاعدها المقرر.
صدمة داخل المؤسسة الدبلوماسية
وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” ما حدث بأنه “انفصال صادم للسلطة عن الشعب”، مشيرة إلى أن الخطاب السياسي العلني الذي ألقته السفيرة يحمل نبرة مشابهة للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها تل أبيب مؤخرًا ضد الحكومة، وتحديدًا في شارع كابلان.