أراء وقراءات

 إنتصار طوفان الأقصى وكسر أنف الصهيونية .. عيد لكل المسلمين

توافق انتصار طوفان الأقصى مع ذكرى الإسراء والمعراج مبشرات للمؤمنين والمجاهدين 

بقلم / الدكتور محمد النجار 

يوم الإثنين 27 يناير2025م الموافق 27رجب1446هـ ، هو اليوم  الذي بدأ فيه أهل غزة النازحين العودة إلى ديارهم بعد 15 شهرا من النزوح الإضطراري بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية ، عودة بعد صمود أسطوري لشعب أعزل وبعد مقاومة صلبة لرجال المقاومة .. أنه يوم عيد .ز

يوم عيد ، إنتصار طوفان الأقصى ، إنكسار تاريخي للجيش الإسرائيلي الذي قيل أنه لا يُقهر، عودة أهل غزة ،  شمال غزة ، بقاء حماس في غزة  ، هزيمة اسرائيل.

يوم عيد..  بعد أن تكسرت كل لاءات النتنياهو ،وبن غفير ،وسموريتش

اليوم عيد.. جنود إسرائيل يذرفون الدموع عند مغادرتهم محور نتساريم

اليوم عيد.. وانسحاب جيش الصهاينة مهزوما من محوري نتساريم وفيلادلفيا.

اعتراف قادة الصهاينة بالهزيمة اللواء احتياط “غيورا آيلاند”.

اليوم عيد..إعتراف بن غفير وزير الأمن الاسرائيلي بإنتصار حماس.

   والعيد يفرح به المؤمنون والأحرار في مشارق الأرض ومغاربها ..

إنتصار تاريخي اسطوري لحماس والمقاومة والمسلمين

إنه يوم تاريخي من أيام الله .. يوم تاريخي من أيام عزة الإسلام والمسلمين .

سيظل هذا اليوم علامة فارقة في التاريخ الإسلامي الحديث، يوم ((27يناير2025م)) الإثنين((27رجب1446هجري)). يوم عودة شعب غزة إلى ديارهم في شمال غزة ، وذلك تتويجاً للنصر المؤز على الجيش الاسرائيلي الذي وصفه النتنياهو وعصاباته الصهيونية سموريتش وبن غفير وغيرهم بأنه الجيش الذي لا يُقهر. وقد قهرته حماس والمقاومة.

جنود الإحتلال تحت أقدام المقاومة

اليأس والإحباط كان تسلل للقلوب والعقول

إن الهجوم الشرس الذي تواجهه الأمة العربية والإسلامية من أعداءها في الشرق والغرب ، والتآمر العالمي في محاولات القضاء على الإسلام والمسلمين،وتكالب العالم الغربي (الصهيومسيحي) والأعداء المحليين  في القضاء على  قضية فلسطين بشكل نهائي.

تلك القضية التي ترمز لكرامة الأمة ومقدساتها .  تسلل اليأس والقنوط  بل والهزيمة النفسية (وربما الهزيمة الدينية) وفقدان الأمل إلى قلوب غالبية الشعوب العربية  والإسلامية في استعادة هويتها ومقدساتها.

والبعض كان يستغرب بل وربما يستنكر الحديث عن الأمل في عودة الأمة الى هويتها العربية والإسلامية ، لدرجة فقدان الأمل  في استعادة حق المسلمين في مسجدهم الأقصى ومسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون ذلك مستحيلا ، بل إنه مجرد خيال وأحلام يستحيل تحقيقها نتيجة دراسة التاريخ المعاصر وهزائم العرب المتكررة ،  في مواجهة اليهود والصهيونية العالمية.

عودة الروح والأمل بعد عودة النازحين لشمال غزة

وفوجئ العالم كله ، بما فيه العالم العربي والإسلامي بطوفان الأقصى. فوجئوا بعزيمة حديدية لرجال يملأ قلوبهم الإيمان بالله. فوجئوا برجال ونساء وأطفال  صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، صبروا وتحملوا كل الآلام وهانت عليهم الأرواح والأموال والبيوت وكل لأواء الحرب الصهيونية الشرسة. فوجئوا بالإنتصارات المُذهلة  التي حققتها حماس والمقاومة الفلسطينية ليس ضد الكيان الصهيوني وحده ، بل ضد  كل قوى الشر العالمية الإجرامية.

لقد جاهدوا جميعا (المقاومة ومعها كل شعب غزة) ، قاتلوا وصبروا على الموت والجوع والصقيع وكل الأهوال(((471))) يوما ،  ولم يصرخوا ألما ، بل صاحوا بالدعاء والتكبير لله رب العالمين.   فصرعوا الكيان الصهيوني كله داخل فلسطين. وأرعبوا اليهود والصهيونية وأعوانهم في كل أرض الله.

التوافق التاريخي لانتصار غزة مع يوم الاسراء والمعراج

ومن حسن الطالع أن ذلك اليوم((27يناير2025م)) الإثنين((27رجب1446هجري))- (عودة شعب غزة الى الشمال) يوافق يوما من أيام عزة الإسلام والمسلمين في عبق التاريخ الإسلامي المجيد.

ذلك اليوم الذي التقت فيه الأرض بالسماء في ليلة الإسراء والمعراج.  تلك الرحلة المباركة لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت في نهاية العهد المكي الذي كان  النبي صلى الله عليه وسلم يعاني فيه من ألم وعناد وجبروت كفار في مكة.

فجاءت رحلة الإسراء والمعراج  لتخفيف معاناة وآلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وتربط بين  قداسة المسجد الأقصى في فلسطين..  مع قداسة المسجد الحرام في مكة.

مبشرات توافق انتصار طوفان الأقصى مع رحلة الاسراء 

((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير))ُسورة الإسراء1

إن التوافق بين الأيام ليس من فعل البشر، ولكنها المبشرات للمؤمنين والمجاهدين الذين بذلوا أرواحهم دفاعا عن دينهم وعقيدتهم وأرضهم المقدسة في غزة فلسطين. فكان ذلك التوافق والتزامن من الله بشرى لهم بالنصر.

كانت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج (((27 رجب قبل الهجرة بقليل))) هي البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنطلاق من الضيق والمعاناة التي كان يتألم ويعاني منها في مكة.. إلى الفرج  والتمكين للإسلام في دار الهجرة في المدينة المنورة ، والانطلاق منها إلى الإنتصار والقضاء على جبابرة أعتى إمبراطوريتين -(الفرس والروم)- و نشر الإسلام في كل أرض الله.

وجاء انتصار طوفان الاقصى متوافقاً تاريخيا مع تاريخ الإسراء والمعراج

(((27رجب-1446هجري))) . وماهي إلا  بشرى لنصرة الله للمجاهدين في غزة الذين قاتلوا الغزاة اليهود الصهاينة وكل قوى البغي والإستكبار العالمية في الشرق والغرب وعلى رأسهم دولة الطغيان والغطرسة-الولايات المتحدة الامريكية.

مستقبل الأمة ينحصر في المقاومة

لم يكن لدى حماس والمقاومة أسلحة حديثة مستوردة من الدول “العظمى” ، ولم يكن لديها  طائرات حربية حديثة أو حتى قديمة.  لم يكن لغزة جيش جرار بتسليح حديث أو قديم ، وإنما كان لديهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه مع شعب مؤمن حقيقي ،وتسلحوا جميعا بالإيمان بالله قولاً وعملا.  وجعلوا كتاب الله حاكماً لهم في كل شئون حياتهم ،والجميع أمامه سواء كانوا حٌكاماً أو محكومين.   واعتمدوا على الله في إنتاج أقواتهم وحاجاتهم وأسلحتهم. فكان لهم ذلك الإنتصار الكبير الذي شهدت له  الدنيا بأسرها وكل شعوب العالم، بل شهد لها أعداؤها المُنصفين.

فهل يستفيد العرب والمسلمون من مقاومة غزة ؟

     فهل يستفيد العرب والمسلمون من مقاومة غزة ، وما حققته من الانتصارات العظيمة التي تلاحم فيها شعب غزة مع حماس وجنودها ؟؟ وهل تنهض الأمة من جديد باعتماد منهج المقاومة ضد أعدائها، وعدم الرضوخ لتصريحات الصهاينة والامريكان وغيرهم!!!!.

(((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)))غافر44

والله غالب على أمره .. الله اكبر ،، وما النصر إلا من عند الله

د.محمد النجار 29-01-2025م الاربعاء29رجب1446هـ(طوفان الأقصى)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى