علمتنا الحياة أن العبرة لا تأتي إلا من رحم التجربة، وكم هي قاسية تلك التجارب والأحداث التي تمر بنا اليوم، تجارب ودروس كثيرة وأحداث مؤلمة ونتائج أحرقت حتى العلاقات الاجتماعية ومزقت الكيان وغرست الفتن بين الاخوة، ولا نعلم هل تعلمناها أم مازال ضباب صدمتها يعمي البصيرة!
وهل هي البصيرة التي أغلقت منافذها أم هو الخوف الذي زرعته لنا الأيام في دروبنا؟. لما الخوف؟
هل لو علمنا علم اليقين بأن هناك جرثومة قاتلة منتشرة في الهواء مثلا، هل سنختبئ ونمكث في البيوت ونكمم الأنفاس خوفا ان تفتك بنا تلك الجرثومة؟
بالتأكيد لن نتوقف عن ممارسة الحياة وسنسعى متوكلين غير متواكلين على الله ، فكل اليقين أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. لو طبقنا هذا اليقين مع موقفنا من الذين يحاربون الله في كل زمان، لوجدنا العيب فينا وفي هذا البعبع المسمى الخوف والذي استفحل بقلوبنا الخربة التي لم تعد تروي بذرة العقيدة، فأصبحنا نخشى الجراثيم الضعيفة دون الله ودون الايمان بنصر الله لعباده الصالحين.
متى لا نخشى إلا الله؟
ان اتبعنا شرع الله وطبقناه على أنفسنا وأصبح هم الإصلاح من داخلنا أولا هو الهم الاول وقتها سيغير لنا الله، ولن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا، وبهذا سيكون التمييز بين الخبيث والطيب معادلة عادلة لا فوضوية وثرثرة كلام. اتقوا الله عباد الله وعيشوا بدينكم لعل الله يكشف هذه الغمة وليس من شأنكم موضع السؤال (ابتلاء العبد) ولكن شأنكم إعداد الجواب لكل سؤال ( تصرف العبد) فهذا ما سنحاسب عليه.
وكم من نماذج مشرفة نقتدي بها ونتخذها نبراسا لنا ومنها الحيي ذي النورين انظروا كيف مات عثمان بن عفان ؟؟ زوج ابنتى رسول الله جامع القرءان ثالث الخلفاء ممول الغزوات حيى الملائكة الذى شهد له الرسول افضل شهادة ( ما ضر عثمان ما فعل بعد الان) حوصر ثلاث ليال حتى كاد يفتك به الجوع ثم دخلوا عليه وطعنوه وكان يحمل المصحف الإمام الذى جمعه بيديه الشريفتين … وكيف مات عمر ابن الخطاب وغيرهم من اسياد الناس واشرفهم بل انظروا كيف قتل كثير من النبيين ؟؟؟ (وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّاۤ أَن قَالُوا۟ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ) سورة آل عمران 147